قصة الطاعة والقداسة في حياة راهبة عظيمة
ذكرى رسامة أمنا إيريني رئيسة دير أبو سيفين في 26 أكتوبر
أمنا إيريني تبقى واحدة من أبرز الشخصيات الرهبانية في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ تحل اليوم، 26 أكتوبر، ذكرى رسامتها رئيسة لدير الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين للراهبات بمصر القديمة عام 1962، وهو اليوم الذي غيّر مسار حياتها ومسار الرهبنة القبطية الحديثة بأكملها.
موقع الحق والضلال يرصد في هذه المناسبة سيرة القديسة التي قادت بعقلٍ روحاني وحكمة إلهية مسيرة الإصلاح والرعاية داخل الدير، لتصبح قدوة لكل راهبة ومؤمنة في العالم القبطي.
حياة أمنا إيريني قبل الرسامة
وُلدت أمنا إيريني باسم فوزية يسي خلة في 9 فبراير عام 1936 بمدينة جرجا بمحافظة سوهاج، ونشأت في أسرة مسيحية متدينة غرست فيها حب الصلاة والطاعة.
منذ صغرها أظهرت ميلاً للحياة الرهبانية، فدخلت دير الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين في 6 أكتوبر 1954، تاركةً وراءها حياة الراحة والرفاهية لتبدأ رحلة الزهد والتكريس الكامل لله.
يوم الرسامة التاريخي 26 أكتوبر 1962
في يوم 26 أكتوبر عام 1962، تم ترسيم الراهبة فوزية – التي عُرفت بعد ذلك باسم “الراهبة إيريني” – رئيسةً لدير الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين.
ذلك اليوم كان بداية عهد جديد للدير وللرهبنة القبطية، إذ تولت المسئولية بروح الطاعة والتواضع، وأصبحت مثالًا حيًا للقيادة الروحية المتوازنة بين الانضباط والحب.
وتصف الراهبات هذا اليوم بأنه «عيد في حياة الدير»، لأن أمنا إيريني أعادت للدير روح الصلاة والجماعة والقداسة التي عاشها الرهبان الأوائل في الصحراء المصرية.
إصلاحات أمنا إيريني داخل الدير
بعد الرسامة، بدأت أمنا إيريني إصلاحات شاملة في نظام الدير الروحي والإداري.
أعادت نظام «الحياة المشتركة» بين الراهبات، أي المعيشة الجماعية في محبة ووحدة، بدلًا من الانعزال الفردي، لتصبح كل راهبة خادمة لأختها في المسيح.
كما اهتمت بالتعليم الروحي والصلاة المستمرة، وأدخلت مفهوم الطاعة الكاملة كطريق للقداسة.
وفي عهدها، شهد دير أبو سيفين توسعًا عمرانيًا وروحيًا كبيرًا، حيث أُنشئت كنائس ومباني جديدة، وزاد عدد الراهبات بصورة غير مسبوقة.
روحانية أمنا إيريني ومعجزاتها
ارتبط اسم أمنا إيريني بالمعجزات والشفاءات التي كان الناس يتناقلونها عن شفاعتها وصلواتها القوية.
شهد كثيرون تدخلات إلهية حدثت بصلاتها، سواء في شفاء المرضى أو إنقاذ أشخاص من مواقف صعبة.
كانت معروفة باتضاعها ووداعتها وحرصها على الاعتراف بفضل الله في كل شيء، وكانت تردد دائمًا: “أنا لا أعمل شيئًا، الرب هو العامل فينا جميعًا”.
نياحتها وإرثها الروحي
انتقلت أمنا إيريني إلى السماء في 31 أكتوبر عام 2006 بعد حياة حافلة بالطاعة والخدمة، تاركة إرثًا روحيًا خالدًا في ذاكرة الكنيسة القبطية.
ويحتفل دير الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين بذكراها سنويًا، ويُعد يوم رسامتها في 26 أكتوبر من الأيام المميزة التي تُستحضر فيها سيرة القداسة والتواضع التي عاشت بها حتى آخر لحظة من حياتها.
ما وراء الخبر
ذكرى رسامة أمنا إيريني لا تُعد مجرد مناسبة دينية، بل محطة روحية تدعو كل مؤمن للتأمل في معنى القيادة القائمة على الطاعة والخدمة لا على السلطة.
فهي جسدت بفعلها لا بقولها ما قاله المسيح: «من أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن خادمًا للجميع».
معلومات حول أمنا إيريني
- الاسم الأصلي: فوزية يسي خلة.
- تاريخ الميلاد: 9 فبراير 1936 – جرجا، سوهاج.
- تاريخ دخول الدير: 6 أكتوبر 1954.
- تاريخ الرسامة رئيسة للدير: 26 أكتوبر 1962.
- تاريخ النياحة: 31 أكتوبر 2006.
- اللقب الكنسي: رئيسة دير الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين بمصر القديمة.
خلاصة القول
أمنا إيريني كانت وستظل علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة القبطية.
وفي ذكرى رسامتها في 26 أكتوبر، نتذكر سيرتها التي جمعت بين الحزم والمحبة، وبين الصمت والخدمة، لتبقى مثالاً للرهبنة الطاهرة والطاعة الكاملة لله.
- أمنا إيريني
- دير أبو سيفين
- الراهبة إيريني
- الرهبنة القبطية
- ذكرى الرسامة
- الكنيسة القبطية
- دير مصر القديمة
- الإصلاح الروحي
- نياحة أمنا إيريني
- حياة القداسة









