انتقادات حادة لغياب العدالة والمساواة في الحادث

سحر الجعارة تنتقد تهجير أسرة قبطية بالمنيا وتطالب السيسي بإنهاء الجلسات العرفية

انتقاد سحر الجعارة
انتقاد سحر الجعارة لما جرى في المنيا

وجهت الكاتبة سحر الجعارة انتقادًا شديدًا لما شهدته قرية نزلة جلف بمحافظة المنيا من عقد جلسة صلح عرفي بعد الأحداث المؤسفة التي اندلعت مؤخرًا، إثر شائعة عن علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، معتبرة أن ما جرى يمثل انتهاكًا صريحًا للدستور المصري ومبدأ المساواة بين المواطنين.

موقع الحق والضلال ينشر نص رسالة الجعارة التي أثارت جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما تضمنته من دعوة قوية إلى إنهاء ظاهرة الجلسات العرفية التي وصفتها بأنها “تهدر هيبة الدولة وسيادة القانون”.

سحر الجعارة تنتقد المشهد العرفي في المنيا

قالت الكاتبة في رسالتها الموجهة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي:

“سيادة الرئيس، اسمح لي أن أتقدم بشكوتي هذه باسم كل من يعاني التمييز والاضطهاد الديني وضحايا الجلسات العرفية، وهي الشكوى التي تستند إلى تعهداتكم بتحقيق العدالة والمساواة بين المسلم والمسيحي، وأولها العدالة في بناء دور العبادة.”

وأضافت الجعارة أن ما حدث في قرية نزلة جلف يُعد انتهاكًا خطيرًا لمبادئ العدالة الدستورية، مشيرة إلى أن عمدة القرية وعددًا من المحكمين الشعبيين فرضوا تهجيرًا قسريًا على أسرة الشاب القبطي، وأجبروهم على بيع منازلهم ومغادرة القرية، إلى جانب فرض غرامات مالية وسط تجمعات حاشدة شهدت ملامح من العقاب الجماعي.

انتقاد لمشهد التهجير والتناقض مع صورة مصر الدولية

استنكرت الجعارة أن تقع مثل هذه الممارسات داخل دولة تقود مبادرات السلام في المنطقة، قائلة:

“لا يليق بمصر أن تصنع السلام في غزة وتحرم أبناءها المسيحيين من العدالة داخلها، فمصر التي قاومت تهجير الفلسطينيين لا يمكن أن تسمح بالتهجير القسري في صعيدها.”

وأكدت أن ما حدث في المنيا إهدار واضح للمادة 53 من الدستور المصري التي تنص على المساواة وعدم التمييز لأي سبب، معتبرة أن مثل هذه الحوادث تكرس ثقافة التعصب والاستعلاء الديني، في وقت يُفترض فيه أن تسود دولة القانون وتُحمى حقوق جميع المواطنين دون تفرقة.

الجعارة تشيد بمواقف القيادة السياسية

رغم لهجة النقد الحادة، حرصت الكاتبة على الإشادة بمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة ثقتها في قدرته على إنهاء ظاهرة الجلسات العرفية وإعلاء مبدأ المواطنة.

وقالت في ختام رسالتها:

“فخامة الرئيس هو أول من عيّن مستشارًا مسيحيًا رئيسًا للمحكمة الدستورية العليا، وهو ما يؤكد التزامه العملي بالمواطنة والمساواة، لذلك نثق أن العدالة ستأخذ مجراها في حادث نزلة جلف.”

ما وراء الخبر

يأتي تصريح سحر الجعارة بعد أيام من الجدل الكبير الذي أثارته قضية تهجير أسر مسيحية من قرية نزلة جلف، والتي سبق أن تناولتها الكاتبة فاطمة ناعوت ووصفتها بأنها “جريمة أخلاقية”.

وتكشف هذه الموجة من المواقف الفكرية عن قلق واسع في الأوساط الثقافية من انتشار الجلسات العرفية كبديل للقانون في بعض المناطق الريفية، ما يهدد مبدأ المساواة الذي يكفله الدستور المصري.

معلومات حول سحر الجعارة

سحر الجعارة هي كاتبة وصحفية مصرية بارزة، اشتهرت بكتاباتها الجريئة في قضايا المواطنة وحقوق الإنسان ومكافحة التطرف الديني.

تعمل منذ سنوات في الصحافة المصرية وتكتب بانتظام في عدد من الصحف، وتُعرف بمواقفها الداعمة لدولة القانون ورفضها للتمييز على أساس الدين أو الجنس.

خلاصة القول

انتقاد سحر الجعارة لما جرى في المنيا يعكس صوتًا وطنيًا صادقًا يطالب بتفعيل القانون وإنهاء الحلول العرفية التي تُضعف هيبة الدولة.

وفي وقت تحتاج فيه مصر لتأكيد وحدتها الوطنية، تأتي كلماتها كتذكير بأن العدالة لا تعرف تمييزًا، وأن تطبيق الدستور هو الضمان الحقيقي لمستقبل خالٍ من الفتن.

          
تم نسخ الرابط