تحول نقدي واسع في دمشق
سوريا تعلن رسميًا إطلاق العملة السورية الجديدة وبدء التداول مطلع 2026
العملة السورية الجديدة أعلنت عنها دمشق رسميًا باعتبارها خطوة نقدية كبرى تبدأ اعتبارًا من الأول من يناير 2026، في إطار مساعٍ حكومية لاحتواء الانهيار الحاد في قيمة الليرة السورية، وضبط الفوضى التي ضربت سوق التداول النقدي، وسط أزمة سيولة غير مسبوقة تعيشها البلاد منذ سنوات.
إعلان رسمي من مصرف سوريا المركزي
قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية إن الموعد المحدد يمثل بداية عملية استبدال العملة الحالية بـ العملة السورية الجديدة، موضحًا أن التعليمات التنفيذية المنظمة لآليات الاستبدال ستصدر قريبًا. وأكد أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي رسمي لشرح التفاصيل الفنية ومراحل التنفيذ بشكل كامل أمام الرأي العام.
وأشار إلى أن مرسوم إصدار العملة منح المصرف المركزي صلاحيات موسعة لتحديد المهل الزمنية ومراكز التبديل داخل الأراضي السورية، بما يضمن تنفيذ العملية دون إرباك للأسواق.
تفاصيل العملة السورية الجديدة والفئات النقدية
كشف حاكم المصرف أن العملة السورية الجديدة ستتضمن ست فئات نقدية، مع حذف صفرين من جميع الفئات المتداولة حاليًا، في محاولة لتبسيط التعاملات اليومية وتقليص الكتلة النقدية الضخمة المتداولة خارج الجهاز المصرفي.
وأوضح أن هذه الخطوة تستهدف استعادة الثقة في النقد المحلي، وتقليل الاعتماد على التعاملات غير الرسمية التي تفاقمت خلال السنوات الماضية.
طباعة العملة ومصادرها الدولية
أعلن مصرف سوريا المركزي أن طباعة العملة السورية الجديدة ستتم عبر مصدرين أو ثلاثة لأسباب فنية ولوجستية، في تحول لافت عن المرحلة السابقة التي اعتمدت بشكل شبه كامل على روسيا في طباعة النقد.
وفي هذا السياق، كانت تقارير دولية قد أشارت إلى دخول دمشق في مفاوضات مع شركات أجنبية لطباعة العملة، من بينها شركة إماراتية وأخرى ألمانية، في إطار تنويع الشراكات الفنية وتأمين جودة الطباعة.
خلفية الانهيار النقدي في سوريا
يأتي إطلاق العملة السورية الجديدة بعد سنوات من التدهور النقدي الحاد، إذ كان الدولار الأميركي يعادل قبل عام 2011 نحو 50 ليرة سورية فقط. ومع اندلاع الحرب والعقوبات الغربية وتراجع موارد الدولة، دخلت الليرة في مسار انهيار متسارع.
وسجلت العملة المحلية مستويات قياسية قاربت 15 ألف ليرة مقابل الدولار قبل سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2025، قبل أن تشهد تحسنًا نسبيًا خلال الأسابيع الأخيرة ليستقر السعر بين 10 و11 ألف ليرة.
تحذير مصرفي قبل بدء الاستبدال
وقبيل الإعلان الرسمي عن العملة السورية الجديدة، أصدر مصرف سوريا المركزي بيانًا استنكر فيه امتناع بعض المؤسسات المالية والتجارية عن استلام فئات نقدية معينة مثل الألف والألفي ليرة، معتبرًا هذه الإجراءات غير قانونية.
وأكد المصرف أن جميع الفئات المتداولة حاليًا لا تزال تتمتع بقوة إبرائية كاملة، وتظل صالحة للتداول إلى حين صدور قرار رسمي معلن بشأن بدء الاستبدال.
ما وراء الخبر
يمثل إطلاق العملة السورية الجديدة محاولة لإعادة ضبط النظام النقدي في البلاد، وإرسال رسالة سياسية واقتصادية مفادها بدء مرحلة جديدة من إدارة الملف المالي، رغم التحديات الهيكلية العميقة التي لا تزال تواجه الاقتصاد السوري.
معلومات حول العملة السورية الجديدة
تعتمد عمليات استبدال العملات عادة على خطط زمنية دقيقة، ومراكز تبديل معتمدة، وحملات توعية لتفادي المضاربات أو محاولات الاستغلال، وهي عناصر يُنتظر توضيحها خلال المؤتمر الصحفي المرتقب لمصرف سوريا المركزي.
خلاصة القول
العملة السورية الجديدة تمثل أحد أكبر التحولات النقدية في سوريا منذ سنوات، ونجاحها سيعتمد على سرعة التنفيذ، وشفافية الإجراءات، وقدرة الدولة على استعادة الثقة في النظام المصرفي وسوق النقد المحلي.
- العملة السورية الجديدة
- إصدار عملة جديدة في سوريا
- الليرة السورية
- مصرف سوريا المركزي
- حذف صفرين من العملة
- أزمة الليرة السورية
- السياسة النقدية في سوريا
- تداول العملة الجديدة
- الاقتصاد السوري
- سعر الليرة









