سرقة تمثال بولس الرسول أمام كنيسة مار بولس يشعل جدلًا دينيًا وتاريخيًا في دمشق "فيديو"
سرقة تمثال بولس الرسول .. في واقعة أثارت موجة واسعة من الغضب والحزن، استيقظ أهالي حي باب شرقي بدمشق على خبر صادم تمثّل في اختفاء أحد أبرز الرموز الدينية والتاريخية المسيحية من محيطهم، بعدما تبيّن سرقة تمثال بولس الرسول من أمام كنيسة مار بولس، دون أي إعلان رسمي أو توضيح حول ملابسات الحادث حتى الآن.
يذكر ان هذه الحادثة لم تمرّ باعتبارها سرقة عادية، بل اعتبرها كثيرون اعتداءً مباشرًا على الذاكرة الدينية والتاريخية لمدينة تُعدّ من أقدم حواضر المسيحية في العالم.
كيف اكتُشفت سرقة تمثال بولس الرسول؟
بحسب روايات شهود عيان من سكان المنطقة، فإن تمثال بولس الرسول كان موجودًا في مكانه المعتاد حتى وقت قريب، قبل أن يُفاجأ الجميع باقتلاعه واختفائه بالكامل، دون ترك أي أثر يدل على هوية الفاعلين أو الطريقة التي نُفذت بها السرقة.
وأشار السكان إلى أن عملية سرقة تمثال بولس الرسول تمت بهدوء ودون اشتباكات أو فوضى، ما يفتح تساؤلات حول توقيت الحادث وطريقة تنفيذه، خاصة أن التمثال يقع في منطقة تاريخية مأهولة بالسكان والزائرين.
صمت رسمي وتساؤلات بلا إجابة
حتى اللحظة، لم تصدر أي بيانات رسمية من السلطات السورية أو الجهات الكنسية توضح ما جرى، أو ما إذا كانت هناك تحقيقات جارية بشأن سرقة تمثال بولس الرسول، وهو ما زاد من حالة القلق والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى متابعون أن غياب التوضيح الرسمي يفتح الباب أمام التكهنات، خاصة في ظل تصاعد الحديث عن استهداف الرموز الدينية والمعالم التاريخية في بعض المناطق.
اتهامات بدوافع دينية متطرفة
على منصات التواصل الاجتماعي، ربط نشطاء بين سرقة تمثال بولس الرسول ودوافع دينية متطرفة، معتبرين أن الحادثة تأتي في سياق استهداف الرموز المسيحية التاريخية، وليس بدافع السرقة المادية فقط.
وأكد هؤلاء أن التمثال لا يُقدّر بثمن مادي بقدر ما يحمل قيمة روحية وتاريخية كبيرة، ما يجعل احتمالية بيعه ضعيفة، ويرجّح فرضية التخريب المتعمد أو الرسائل الرمزية.
لماذا يُعد تمثال بولس الرسول رمزًا استثنائيًا؟
يمثّل تمثال بولس الرسول مشهدًا محوريًا في التاريخ المسيحي، حيث يجسّد لحظة التحول الروحي الشهيرة لشاول الطرسوسي أثناء رحلته إلى دمشق، وهي اللحظة التي غيّرت مسار حياته بالكامل من مضطهد للمسيحيين إلى أحد أعظم مبشّري الديانة المسيحية في العالم القديم.
هذا الحدث ورد في سفر أعمال الرسل بالعهد الجديد، ويُعدّ من الركائز الأساسية في نشأة وانتشار المسيحية، ما يمنح تمثال بولس الرسول مكانة فريدة بين المعالم الدينية.
كنيسة مار بولس.. موقع مرتبط بسيرة التحول والفرار
تقع كنيسة مار بولس خلف باب شرقي في دمشق القديمة، وهي مرتبطة تقليديًا بالأماكن التي شهدت إقامة بولس الرسول وفراره من المدينة بعد اعتناقه المسيحية، وفق الروايات الكنسية.
وكان وجود تمثال بولس الرسول أمام الكنيسة بمثابة علامة بصرية وتاريخية تذكّر الزائرين بدور دمشق المحوري في بدايات المسيحية، وهو ما يجعل سرقته خسارة رمزية كبيرة للمدينة.
مخاوف على التراث الديني في دمشق القديمة
أعادت سرقة تمثال بولس الرسول فتح النقاش حول مدى حماية المعالم الدينية والتاريخية في دمشق القديمة، وسط مخاوف من تكرار حوادث مشابهة تطال رموزًا أخرى.
ويحذّر مهتمون بالتراث من أن استمرار غياب الحماية قد يؤدي إلى طمس معالم تاريخية لا تعوّض، تمثل جزءًا أساسيًا من هوية المدينة وتنوعها الديني والثقافي.
مطالبات بالتحقيق وإعادة التمثال
في ختام ردود الفعل، طالب نشطاء ومهتمون بالتراث بفتح تحقيق عاجل لكشف مصير تمثال بولس الرسول، ومحاسبة المتورطين، وإعادة التمثال إلى مكانه الطبيعي أمام الكنيسة.
وأكدوا أن حماية الرموز الدينية ليست قضية طائفية، بل مسؤولية ثقافية وتاريخية تمسّ جميع السوريين، لأن تمثال بولس الرسول ليس مجرد قطعة فنية، بل شاهد حيّ على تاريخ إنساني عابر للأديان والحدود.
- تمثال بولس الرسول
- سرقة تمثال بولس الرسول
- لحظة سرقة تمثال بولس الرسول
- كيف اكت شفت سرقة تمثال بولس الرسول
- سوريا
- دمشق
- كنيسة مار بولس
- الكنيسة


























