طقوس مبهجة تميز الخماسين المقدسة في الكنيسة القبطية

لماذا تغيب الميطانيات والسنكسار والصوم في الخماسين المقدسة؟.. سر طقسي فريد في احتفالات القيامة بالكنيسة القبطية

طقوس مبهجة تميز الخماسين
طقوس مبهجة تميز الخماسين المقدسة في الكنيسة القبطية

تُعد الخماسين المقدسة واحدة من أقدس وأبهج الفترات في السنة الطقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتمتد لمدة خمسين يومًا تبدأ من عيد القيامة المجيد وحتى عيد العنصرة. وتتميز هذه الفترة بروح الفرح والبهجة التي تسود كل الطقوس الكنسية، تعبيرًا عن الانتصار على الموت بقيامة السيد المسيح من بين الأموات.

لماذا لا تُقرأ السنكسار خلال الخماسين المقدسة؟

خلال الخماسين المقدسة، تتوقف الكنيسة عن قراءة السنكسار، وهو الكتاب الذي يسرد سير القديسين والشهداء يوميًا. السبب الأساسي هو أن الكنيسة تركز في هذه الفترة على الاحتفال بقيامة المسيح باعتبارها الحدث الأسمى في العقيدة المسيحية. وتهدف الكنيسة إلى تكريس هذه الأيام للفرح الكامل دون أن يختلط بذكرى آلام أو استشهادات، حتى ولو كانت بطولية.

اختفاء الميطانيات في الخماسين المقدسة.. ما السبب؟

الميطانيات، أو السجدات الكنسية، تغيب أيضًا عن طقوس الخماسين المقدسة. والسبب في ذلك أن الميطانية في الطقس القبطي تعبر عن التوبة والخضوع والتذلل، وهي ممارسات لا تتناسب مع طبيعة هذه الفترة الفرايحيّة. فبما أن المسيح قام، فالمؤمنون يقومون معه روحيًا، وتكون العبادة قائمة على الفرح والقيام لا على الانكسار.

لماذا لا يوجد صوم خلال الخماسين؟

من أبرز سمات الخماسين المقدسة أيضًا أنها خالية تمامًا من أي صيام. فلا يُصام فيها الأربعاء أو الجمعة، ولا يُمارس أي انقطاع عن الطعام. فهذه الأيام الخمسون تُعد امتدادًا لفرح القيامة، لذلك تبطل فيها جميع مظاهر النسك، لتصبح فترة فرح روحي خالص يعكس مضمون قيامة السيد المسيح والانتصار على الخطية والموت.

ألحان مفرحة وطقس فرايحي فريد

الطقس الكنسي في فترة الخماسين المقدسة يتسم بالألحان المبهجة مثل "إللوييا فاي بيه بي" و"طاي شوري"، التي تصدح بها الكنائس يوميًا خلال القداسات. كما يُستخدم اللحن الفرايحي في كل الألحان دون استثناء، وهو ما يمنح الطقوس مذاقًا خاصًا يليق بعظمة قيامة المسيح.

خلاصة القول

فترة الخماسين المقدسة هي زمن مميز في الطقس الكنسي، تكرّسها الكنيسة القبطية للفرح والبهجة الروحية. وتغيب فيها الميطانيات، والسنكسار، والصوم، لتظل القيامة محور العبادة والتأمل. إنها دعوة لكل مؤمن ليعيش القيامة واقعًا روحيًا، وليس مجرد ذكرى تاريخية.

          
تم نسخ الرابط