بعد جريمة طفل الإسماعيلية.. طبيب نفسي يحذر الأهالي والأمهات من تأثير الإنترنت
بعد الجريمة المروعة التي شهدتها محافظة الإسماعيلية، حين أقدم طفل على إنهاء حياة زميله في مشهد صادم، ارتفعت الأصوات المحذرة من الخطر الصامت الذي يتسلل إلى عقول الأطفال عبر الشاشات، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أطلق تحذيرًا قاطعًا من تأثيرات السوشيال ميديا غير المنضبطة على النشء في مصر، مؤكدًا أن غياب رقابة الأهل وترك الأطفال أمام هواتفهم بلا توجيه، قد يقود بعضهم إلى سلوكيات منحرفة تصل إلى ارتكاب جرائم.
طبيب نفسي يحذر
يقول الدكتور فرويز إن الأطفال في سن ما بين 11 و12 عامًا يكونون في مرحلة شديدة الحساسية، حيث يتأثرون بسهولة بكل ما يشاهدونه عبر الإنترنت، ويضيف: “الطفل النهارده بيتعلم من اليوتيوب وتيك توك أكتر من المدرسة، ودي كارثة لأن المحتوى اللي بيشوفه مش دايمًا مناسب لعمره”.
وأوضح أن بعض الأسر تتعامل مع الهاتف كوسيلة تسلية فقط، وتترك أبناءها يتصفحون بحرية مطلقة، دون أن تدرك أن كثيرًا من هذا المحتوى يُظهر مشاهد عنف، ألفاظ خارجة، أو تصرفات غير سوية تُطبع في عقل الطفل كأنها أمر طبيعي.
نصائح للأهالي
أكد فرويز أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الإنترنت ذاته، بل في غياب الوعي الثقافي والنفسي لدى المتلقي، مشيرًا إلى أن المجتمع يعيش حالة من الانحدار القيمي، بسبب تآكل الهوية المصرية وتراجع دور الأسرة في التربية، وأضاف أن الأطفال باتوا يفتقدون القدوة، ويتعلمون من مؤثرين مجهولين على المنصات الرقمية، ما يجعلهم أكثر عرضة لتقليد السلوكيات الخاطئة والعنيفة.
علامات الإنذار المبكر: السلوك قبل الجريمة
وأشار الاستشاري إلى أن هناك مؤشرات نفسية تسبق الانحراف السلوكي، منها الكذب المتكرر، والعدوانية، والمشاكل الدائمة مع الزملاء أو في المدرسة، وأوضح أن هذه العلامات إذا لم تُواجه مبكرًا، يمكن أن تتطور إلى سلوكيات خطيرة في مرحلة المراهقة، خاصة إذا اختلطت بمحتوى رقمي عدواني.
وفي تشخيصه للواقع الحالي، قال الدكتور فرويز: “السوشيال ميديا بقت المربي الأول بدل البيت والمدرسة، والأهالي نفسهم بقوا ضحايا لأنهم بيحاولوا يربوا ولادهم بطريقة، والنت بيربي بطريقة تانية خالص"، وشدّد على أن الحل لا يكمُن فقط في التوعية، بل في تقنين المحتوى المنتشر على المنصات وفرض رقابة حقيقية على ما يعرض أمام الأطفال.
