البابا شنودة الثالث يوضح الحكم الكنسي

لا يجوز زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها بحسب تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية

زواج الرجل من أخت
زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها محرم تمامًا في المسيحية

زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها من القضايا التي أثارت تساؤلات كثيرة بين الناس، خاصة مع ما يتردد عن وجود نصوص في العهد القديم تبيح زواج الأخ من أرملة أخيه أو زواج الرجل من قريبة زوجته بعد وفاتها.

وقد حسمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا الجدل بشكل واضح، مؤكدة أن هذا الزواج محرم تمامًا بحسب تعاليم الكتاب المقدس، وأنه لا يجوز شرعًا أو كنسيًا تحت أي ظرف.

وأوضح موقع الحق والضلال أن الراحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تناول هذا الموضوع في إحدى عظاته الشهيرة، مؤكدًا أن هذا الزواج مخالف للنصوص المقدسة ويُعد تعديًا على وصايا الله في العهدين القديم والجديد.

الأساس الكتابي للتحريم

أكد البابا شنودة أن التحريم ورد صريحًا في سفر اللاويين (الإصحاح 18 والآية 18)، حيث يقول النص: "ولا تأخذ امرأة على أختها للضرّ، لكشف عورتها في حياتها"، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني المنع في حياة الزوجة فقط، بل يمتد إلى ما بعد وفاتها، لأن الرابطة العائلية التي تنشأ بالزواج لا تزول بالموت.

كما شدد على أن قوانين الكنيسة والآباء القديسين، مثل القديس باسيليوس الكبير، أكدت بطلان هذا الزواج وتحريمه لأنه يمثل انتهاكًا للعلاقات العائلية وحرمة القرابة.

الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد

تطرق البابا شنودة إلى ما ورد في سفر التثنية (إصحاح 25) عن زواج الأخ من أرملة أخيه المتوفى، موضحًا أن هذا التشريع كان خاصًا بالشعب اليهودي في العهد القديم، وكانت غايته الحفاظ على اسم الأخ المتوفى ونسله داخل إسرائيل.

وأضاف أن هذا التشريع لم يعد معمولًا به في العهد الجديد، لأن تعاليم السيد المسيح جاءت لتكمّل الناموس وتوضح روح الوصية لا حرفها، قائلاً: "لو حدث اليوم أن يُنسب الابن باسم المتوفى، فهذا يُعد تزويرًا في الأوراق الرسمية ويحاسب عليه القانون".

موقف الكنيسة الأرثوذكسية من الزواج المحرم

أكدت الكنيسة الأرثوذكسية أن زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها زواج باطل كنسيًا، ولا يُعقد له إكليل شرعي، كما يُعرّض من يقدم عليه للعقوبات الكنسية التي قد تصل إلى الحرمان من الأسرار المقدسة.

ويرى الآباء الكهنة أن الهدف من هذا التحريم هو الحفاظ على الطهارة الأسرية واحترام صلة القرابة، لأن الزواج من أخت الزوجة يخلّ بالنظام العائلي الذي وضعه الله منذ البدء.

ما وراء الخبر

يأتي هذا التوضيح من الكنيسة الأرثوذكسية ليحسم الجدل حول مسألة زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها، خاصة في ظل انتشار معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنه جائز.

ويؤكد هذا الموقف الثابت أن الكنيسة القبطية تستند في أحكامها إلى نصوص الكتاب المقدس وتعاليم الآباء دون تأويل أو اجتهاد شخصي.

معلومات حول زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها

  • محرم كنسيًا وفق الكتاب المقدس وسفر اللاويين.
  • ورد تأكيد التحريم على لسان البابا شنودة الثالث.
  • يُعد الزواج من هذا النوع باطلًا ولا يُعقد له إكليل شرعي.
  • التشريع القديم في سفر التثنية لا يُطبّق في العهد الجديد.

خلاصة القول:

زواج الرجل من أخت زوجته بعد وفاتها محرم تمامًا في المسيحية، ولا يجوز بأي شكل وفق تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية والكتاب المقدس. وأكد البابا شنودة الثالث أن هذا الزواج يتعارض مع شريعة الله وقوانين الكنيسة، وأنه لا يُقبل كنسياً أو مدنياً، حفاظًا على قدسية الأسرة ونظام القرابة الذي أراده الله.

          
تم نسخ الرابط