توضيحات صريحة من قداسة البابا شنودة الثالث

البابا شنودة يوضح موقف الكنيسة من الحب قبل الزواج وشرب الخمر في المسيحية

تفسير قضايا الحب
تفسير قضايا الحب قبل الزواج وشرب الخمر في المسيحية

الحب قبل الزواج وشرب الخمر في المسيحية من أكثر الموضوعات التي يطرحها الشباب داخل المجتمع، خاصة مع اختلاف المفاهيم بين ما هو روحي وما هو دنيوي. وقد أجاب قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية الراحل، عن هذين السؤالين في عظتين مختلفتين، مؤكدًا أن المعيار الحقيقي لأي تصرف إنساني هو نية القلب وطهارة السلوك.

وفي هذا التقرير، يستعرض موقع الحق والضلال موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من هاتين القضيتين، وفق ما جاء في تعاليم البابا شنودة الثالث وتفسيره لتعاليم الكتاب المقدس.

موقف الكنيسة من الحب قبل الزواج

أكد البابا شنودة الثالث أن الحب قبل الزواج ليس أمرًا مرفوضًا من حيث المبدأ، لكنه يتوقف على نوع العلاقة ومضمونها، موضحًا أن الحب إن كان قائمًا على الاحترام والمودة والسلوك اللائق، فهو شعور إنساني طبيعي لا يتعارض مع الإيمان المسيحي، أما إذا تجاوز الحدود الأخلاقية أو اتخذ شكلًا جسديًا أو شهوانيًا، فإنه لا يُعتبر حبًا حقيقيًا بل خطأ روحيًا وسلوكيًا.

وقال البابا شنودة في إحدى عظاته: "لو كان الحب عاطفة تربط بين اتنين بشكل لائق يبقى حلال، أما لو كان حب من نوع آخر، فده مش حلال".

وأشار أيضًا إلى أن الحب وحده لا يكفي لبناء زواج ناجح، فالاحترام والتفاهم هما الأساس، قائلاً بروح فكاهية: "الحب قبل الزواج مضمون.. بعد الزواج مش مضمون"، في إشارة إلى ضرورة الواقعية في العلاقات الإنسانية.

الخطوبة طريق لاكتشاف المشاعر

أوضح البابا شنودة أن فترة الخطوبة تُعد مرحلة مهمة لاكتشاف المشاعر الحقيقية بين الطرفين ومعرفة مدى التفاهم قبل الزواج، مشيرًا إلى أن الحب يمكن أن ينمو بعد الزواج إذا كان قائمًا على الصدق والإخلاص، لأن المودة المتبادلة والنية الطيبة قادرة على خلق علاقة متينة تدوم مدى الحياة.

شرب الخمر في المسيحية

وفي عظة أخرى، تطرق البابا شنودة إلى موضوع شرب الخمر في المسيحية، موضحًا أن الكنيسة لا تعتبر الخمر مادة محرمة في ذاتها، بل تحرم إساءة استخدامها، قائلاً: "مفيش مادة حرام، لكن لو استخدمت مادة استخدام سيئ، فهنا يكون الحرام".

وأوضح أن الخمر تُستخدم في بعض الأسرار الكنسية، مثل سر التناول، ما يؤكد أن التحريم لا يخص المادة نفسها بل سوء الاستخدام أو الإفراط فيها. وأضاف أن الخطر يكمن في الأنواع التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكحول تصل إلى 50 أو 60%، لأنها تضر بالصحة وتفقد الإنسان وعيه.

الكحول ليس محرمًا لكنه خطر عند الإفراط

أشار البابا شنودة إلى أن الكحول بحد ذاته ليس محرمًا، إذ يُستخدم في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية، لكن المشكلة تبدأ عندما يتحول شرب الخمر إلى عادة تضر الإنسان جسديًا وروحيًا. وقال: "إحنا ما بنشربش خمر، لأن ممكن الواحد يبتدي بحاجة بسيطة ويتطور عنده الأمر لعادة تفسد حياته وتؤذيه".

ما وراء الخبر

ترى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الهدف من تعليمها ليس فرض قيود على حياة المؤمنين، بل توجيههم نحو الاعتدال والحكمة في السلوك. فالحب قبل الزواج يُقاس بالنقاء، وشرب الخمر يُقاس بالمسؤولية، وكلا الأمرين يُحكم عليهما بميزان الضمير والإيمان.

خلاصة القول:

البابا شنودة الثالث قدّم رؤية متوازنة في تفسير قضايا الحب قبل الزواج وشرب الخمر في المسيحية، مؤكدًا أن الإيمان لا يُقاس بالمنع المطلق، بل بالنية الطيبة وضبط النفس واحترام القيم الروحية التي تحفظ كرامة الإنسان.

          
تم نسخ الرابط