فترة روحية ختامًا للعام الكنسي
الأقباط الأرثوذكس يستعدون لصوم الميلاد 25 نوفمبر حتى 7 يناير
يترقب الأقباط الأرثوذكس في مصر والعالم بداية صوم الميلاد الذي يُعد أحد أهم الأصوام الكنسية وأعمقها روحانيًا في التقويم القبطي.
ويبدأ الصوم في 25 نوفمبر من كل عام، ليستمر 43 يومًا كاملة حتى 7 يناير، موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بحسب التقويم القبطي.
ويمثل صوم الميلاد محطة إيمانية مميزة في حياة المؤمنين، تُختتم بها السنة الكنسية بمزيج من الزهد، والصلاة، والتأمل، والاستعداد لميلاد السيد المسيح.
معنى صوم الميلاد في العقيدة القبطية
يرتبط صوم الميلاد بالتحضير الروحي لاستقبال ميلاد السيد المسيح، حيث يعتبره الأقباط زمنًا للتوبة والتقرب من الله.
ويُطلق عليه أيضًا "صوم الأربعين المقدسة"، نسبةً إلى الأربعين يومًا التي صامها النبي موسى على الجبل قبل تسلّمه الوصايا العشر، مضافًا إليها ثلاثة أيام تذكّر بمعجزة نقل جبل المقطم في عهد البابا أبرآم بن زرعة.
ويُعرف هذا الصوم بالفرح الروحي، لأنه يسبق عيد الميلاد المجيد، أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
موعد صوم الميلاد ومدته
وفقًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يبدأ صوم الميلاد في الاثنين 25 نوفمبر 2025 ويستمر حتى الثلاثاء 6 يناير 2026، ليُختتم بقداس عيد الميلاد المجيد فجر الأربعاء 7 يناير.
ويمتد الصوم على مدار 43 يومًا يتخللها أيام انقطاع عن تناول الأطعمة الحيوانية ومشتقاتها مثل اللحوم والبيض والألبان، مع السماح بتناول الأسماك في أغلب أيام الصوم باستثناء الأربعاء والجمعة.
طقوس الصوم في الكنيسة القبطية
خلال فترة صوم الميلاد، تزداد الصلوات والقداسات اليومية في الكنائس، وتُتلى مزامير التوبة وتُقرأ نصوص من الأناجيل الأربعة تذكّر المؤمنين بميلاد المخلّص.
كما تُنظَّم الاجتماعات الروحية وخدمات المحبة للأسر البسيطة، إذ يُعتبر الصوم وقتًا لتجديد العلاقة مع الله وخدمة الآخرين.
ويحرص الأقباط على الالتزام بالصلاة والصوم معًا، إذ لا ينفصل الجسد عن الروح في هذا التقليد الكنسي العريق.
صوم الميلاد ضمن خريطة الأصوام القبطية
يُعد صوم الميلاد آخر الأصوام الكبرى في السنة القبطية، بعد صوم السيدة العذراء في أغسطس وصوم الرسل وصوم يونان.
ويصل مجموع أيام الصوم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى أكثر من 200 يوم سنويًا، تتوزع بين أصوام طويلة مثل الصوم الكبير وأخرى قصيرة مثل صوم نينوى.
هذه الأصوام ليست مجرد انقطاع عن الطعام، بل هي مدارس للتوبة والتأمل والتقوى، وجزء لا يتجزأ من الهوية الروحية للأقباط المصريين.
ما وراء الخبر
يشير موقع الحق والضلال إلى أن صوم الميلاد يمثل بالنسبة للأقباط أكثر من مجرد استعداد لعيد ديني، فهو زمن لتجديد النفس وتذكيرها بمعاني التجسد الإلهي والرحمة والمحبة.
كما يؤكد الكهنة أن الصوم يهدف إلى تنقية القلب وليس فقط الابتعاد عن الأطعمة الحيوانية، لأنه صوم روحي وسلوكي يدعو إلى التواضع والسلام الداخلي.
ويرى المؤرخون أن الأصوام القبطية كانت وما زالت من أهم مظاهر الاستمرارية التاريخية للكنيسة المصرية، إذ تعود جذورها إلى القرون الأولى للمسيحية في مصر، ما يجعلها جزءًا من تراث الأمة الديني والإنساني.
معلومات حول صوم الميلاد
- يبدأ في 25 نوفمبر وينتهي في 6 يناير.
- يستمر 43 يومًا متصلة من الصوم والصلاة.
- يُسمح بتناول الأسماك في معظم الأيام باستثناء الأربعاء والجمعة.
- يُختتم الصوم بقداس عيد الميلاد المجيد 7 يناير.
- يُعد من الأصوام السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
خلاصة القول
يظل صوم الميلاد من أهم المواعيد الروحية في التقويم القبطي، إذ يجمع بين الصبر والفرح والإيمان العميق.
ومع اقتراب موعده في 25 نوفمبر، يستعد الأقباط الأرثوذكس لرحلة روحية تمتد 43 يومًا يتجدد فيها الإيمان وتعلو فيها أصوات الصلاة والتراتيل استعدادًا لميلاد المسيح له المجد.
- صوم الميلاد
- الأصوام القبطية
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- عيد الميلاد المجيد
- موعد صوم الميلاد
- تقويم الأقباط
- الصوم الكبير
- الأصوام السيدية
- صوم السيدة العذراء
- الصلاة والصوم









