خطر خفي خلف المكاتب الهادئة
العمل لساعات طويلة سبب خفي لزيادة الوزن رغم قلة الطعام
قد يبدو الأمر غريبًا في البداية، فـ العمل لساعات طويلة لا يتضمن طعامًا زائدًا أو كسلاً ظاهرًا، ومع ذلك يربطه الأطباء مباشرة بزيادة الوزن والسمنة المفرطة.
الواقع أن الجلوس خلف المكتب لفترات طويلة يوميًا، مع قلة الحركة، يغيّر طريقة عمل الجسم من الداخل، فيبطئ عملية الأيض ويزيد من تراكم الدهون، حتى لدى الأشخاص الذين لا يفرطون في تناول الطعام.
فكيف يحدث ذلك؟ ولماذا يعتبره الخبراء أحد الأسباب الصامتة للسمنة الحديثة؟
نمط الحياة الخامل هو البداية
أول خيط في القصة هو نمط الحياة الخامل الذي يفرضه العمل المكتبي.
الجلوس المتواصل لأكثر من 6 ساعات يوميًا يقلل من قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية، كما تشير الدراسات إلى أن قلة الحركة المستمرة تبطئ عملية الأيض بنسبة تصل إلى 15%، ما يؤدي إلى تراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن.
ويضيف الأطباء أن الدماغ يستهلك طاقة ذهنية، لكنه لا يحرق دهونًا، وبالتالي فإن من يعملون في وظائف مكتبية أو ذهنية لساعات طويلة معرضون أكثر لزيادة الوزن إذا لم يمارسوا نشاطًا بدنيًا منتظمًا.
التوتر والإجهاد يحفزان الأكل العاطفي
العمل لساعات طويلة لا يرهق الجسد فحسب، بل يضغط النفس والعقل أيضًا.
فمع ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول الناتج عن التوتر، تتولد رغبة قوية في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون.
هذا ما يُعرف بـ الأكل العاطفي، حين يحاول الشخص تهدئة توتره بقطعة شوكولاتة أو وجبة سريعة، فيدخل في دائرة مغلقة من الإجهاد والوزن الزائد.
قلة النوم واضطراب الساعة البيولوجية
من يعملون حتى ساعات متأخرة يعانون عادة من نقص النوم أو اضطرابه.
قلة النوم ترفع مستويات هرمون الجريلين المسؤول عن الجوع، وتقلل من هرمون اللبتين الذي يمنح الإحساس بالشبع، فيشعر الشخص بالجوع المتكرر ويأكل أكثر مما يحتاجه جسده.
هذا الاضطراب الهرموني يجعل الجسم يخزن الدهون بشكل أسرع، خصوصًا في المناطق الوسطى من الجسم.
تناول الطعام أثناء العمل
عادة أخرى شائعة بين من يعملون لفترات طويلة هي تناول الطعام أمام المكتب أو أثناء الاجتماعات.
هذا السلوك يجعل الشخص يأكل دون وعي بكمية الطعام، لأن تركيزه ينصب على العمل لا على إحساسه بالشبع.
ومع قلة الحركة بعد الأكل مباشرة، تتراكم السعرات الحرارية وتتحول تدريجيًا إلى دهون صعبة الحرق.
المشروبات السكرية والقهوة المكررة
لا يكتمل يوم العمل الطويل دون كوب قهوة أو مشروب طاقة، لكن هذه المشروبات المحلاة قد تكون قنبلة سعرات حرارية خفية.
القهوة المضاف إليها الكريمة أو السكر، أو مشروبات الطاقة المليئة بالكافيين والسكر، ترفع السعرات اليومية بشكل غير ملحوظ، ومع مرور الوقت تتحول إلى دهون ثابتة يصعب التخلص منها.
كيف تتغلب على أثر العمل لساعات طويلة؟
- تحرك كل ساعة: حتى دقيقة من المشي أو التمدد تساعد على تنشيط الدورة الدموية.
- نظّم وقتك للنوم: لا تقل ساعات النوم عن سبع ساعات يوميًا.
- تناول الطعام بوعي: ابتعد عن الأكل أمام الشاشة وخصص وقتًا للوجبات.
- اشرب الماء بانتظام: الماء يساعد على ضبط الشهية وتحسين عملية الحرق.
- قلّل الكافيين والسكر: استبدل المشروبات الغازية بالماء أو الأعشاب.
ما وراء الخبر
يشير موقع الحق والضلال إلى أن مشكلة العمل لساعات طويلة لم تعد مجرد قضية مهنية، بل صحية أيضًا، إذ ترتبط بارتفاع معدلات السمنة وأمراض القلب والسكري في الفئات العمرية الشابة.
ويؤكد خبراء التغذية أن الحل ليس في تقليل الطعام فقط، بل في إعادة التوازن لنمط الحياة من خلال الحركة المنتظمة، والنوم الجيد، وتخفيف التوتر النفسي.
معلومات حول العمل لساعات طويلة
- الجلوس أكثر من 6 ساعات يوميًا يقلل معدل الحرق.
- التوتر الناتج عن العمل يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول.
- قلة النوم تؤثر على الهرمونات المنظمة للجوع والشبع.
- الأكل أثناء العمل يزيد من خطر السمنة بنسبة 30%.
- الحركة المنتظمة تقلل خطر زيادة الوزن حتى مع نفس كمية الطعام.
خلاصة القول
العمل لساعات طويلة قد يكون ضرورة مهنية، لكنه خطر صحي صامت إن لم يُدار بذكاء.
فالوزن لا يزيد فقط بسبب الطعام، بل بسبب نمط الحياة، وقلة الحركة، وسوء النوم، والتوتر المزمن.
إعادة ضبط التوازن بين العمل والحياة ليست رفاهية، بل هي مفتاح صحة أفضل وجسم متناسق على المدى الطويل.
- العمل لساعات طويلة
- زياده الوزن
- الجلوس الطويل
- السمنة المكتبية
- الأكل العاطفي
- قلة النوم
- التوتر والإجهاد
- حرق السعرات
- نمط الحياة الخامل
- نصائح للصحة أثناء العمل









