تذكار روحي في التقويم القبطي يخلّد سيرة والدة العذراء
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل اليوم بذكرى نياحة القديسة حَنّة والدة العذراء مريم
نياحة القديسة حنة تحتفل بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الخميس، الموافق الحادي عشر من شهر هاتور القبطي، والذي يوافق 20 نوفمبر 2025 ميلاديًا، حيث تحيي الكنيسة ذكرى رحيل القديسة الطاهرة حنة والدة القديسة العذراء مريم، والدة السيدة التي نالت أعظم بركة في تاريخ البشرية.
ويُعد هذا اليوم من الأعياد الكنسية التي تُذكّر المؤمنين بالإيمان والقداسة والطاعة لله، كما يورده كتاب السنكسار الكنسي الذي يسجل سير القديسين والشهداء وأحداث الكنيسة عبر القرون.
الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة القديسة حنة والدة العذراء مريم
ذكرت صفحات الكنيسة الرسمية أن الاحتفال بـ نياحة القديسة حنة يأتي ضمن قراءات السنكسار الكنسي، وهو الكتاب الذي يقرأ يوميًا في الصلوات والقداسات القبطية لتخليد تذكارات القديسين والأبرار.
وجاء في نص السنكسار:
"في مثل هذا اليوم تُعيّد الكنيسة بتذكار نياحة القديسة حَنّة والدة العذراء القديسة الطاهرة مريم، التي وُلِدَت في بيت لحم من سبط يهوذا، وكانت والدتها تُدعى مريم ووالدها ماتان بن ملكي من سبط لاوي."
من هي القديسة حنة والدة العذراء مريم؟
وُلدت القديسة حنة في بيت لحم، من عائلة يهودية متدينة، واشتهرت بالتقوى والطهارة وحب العبادة. تزوجت من الصديق يواقيم، وكانا بلا نسل لفترة طويلة، فكانت تصلي بحرارة أن يمنّ الله عليهما بطفل.
وقد استجاب الله لصلواتها، كما استجاب من قبل لحنة أم صموئيل، ورزقها بأعظم نساء العالم، القديسة مريم العذراء، التي اختارها الله لتكون أمًا للمسيح المخلّص.
ويروي السنكسار أن القديسة حنة كانت تمتلك روحًا مملوءة بالحكمة والنعمة، وأنها ربّت ابنتها مريم على التقوى والطاعة والفضيلة، حتى سلمت نفسها لله في الهيكل منذ نعومة أظفارها.
فضائل القديسة حنة كما يرويها السنكسار الكنسي
يصف السنكسار القبطي القديسة حنة بأنها من أكثر النساء إيمانًا في تاريخ البشرية، إذ أظهرت صبرًا طويلًا وإيمانًا راسخًا رغم العقم، وظلت مخلصة في عبادتها حتى نالت استجابة الرب.
وقد أفاض الله عليها بالنعمة والحكمة، وجعل نسلها بركة للعالم كله، إذ وُلدت منها العذراء القديسة مريم.
ويؤكد السنكسار أن الكنيسة تُكرم هذا اليوم تكريمًا خاصًا لأنها والدة من أنجبت المسيح بالجسد، فهي "جذر الطهارة" و"ينبوع القداسة" في التاريخ المسيحي.
كتاب السنكسار ودوره في حفظ تاريخ الكنيسة
يُعتبر كتاب السنكسار الكنسي من أقدم وأهم الكتب في التراث القبطي الأرثوذكسي، إذ يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد والصوم، مرتبة بحسب أيام السنة القبطية.
ويُقرأ منه يوميًا في الكنائس خلال القداسات، ليبقى ذاكرة حيّة تُذكّر المؤمنين بسير الآباء القديسين وكيف انتصروا على الخطية والإغراءات من خلال الإيمان.
ويضم التقويم القبطي ثلاثة عشر شهرًا، منها اثنا عشر شهرًا بطول ثلاثين يومًا، وشهر إضافي يسمى نسيء أو "الشهر الصغير"، يتكون من خمسة أيام (ستة في السنة الكبيسة).
التقويم القبطي وأهمية شهر هاتور في الكنيسة
يُعد شهر هاتور من الشهور المهمة في السنة القبطية، إذ يتضمن العديد من الأعياد والذكريات الخاصة بالقديسين، ويتميز بطقوسه الروحية التي تركز على التوبة والتأمل.
وفي هذا الشهر، تُكثف الكنائس قراءاتها عن الإيمان والقداسة، وتحتفل بتذكارات شخصيات بارزة مثل القديسة حنة والعذراء مريم وعدد من الرسل والقديسين.
ما وراء الخبر: مغزى الاحتفال بذكرى نياحة القديسة حنة
يرى آباء الكنيسة أن الاحتفال بنياحة القديسة حنة ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو دعوة لتجديد الإيمان بالله والثقة في وعوده، والتأمل في فضيلة الطاعة والصبر التي اتسمت بها القديسة.
فهي نموذج للمرأة المؤمنة التي انتظرت استجابة الله بصبر، فكرمها الرب بأن جعل نسلها خلاصًا للعالم.
خلاصة القول:
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى نياحة القديسة حنة والدة العذراء مريم، إحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الإيمان المسيحي.
ويمثل هذا اليوم مناسبة روحية عميقة تدعو المؤمنين إلى التأمل في معنى الإيمان والرجاء والثقة في الله، كما تذكّرنا بأن الطهارة والإخلاص لله هما الطريق إلى البركة والقداسة.
- نياحة القديسة حنة
- والدة العذراء مريم
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- السنكسار الكنسي
- الأعياد القبطية
- التقويم القبطي
- شهر هاتور
- القديسة مريم العذراء
- يواقيم وحنة
- سير القديسين









