سحر الجعارة تنتقد تحذيرات أمين الفتوى من النسوية الإسلامية وتعتبر تصريحاته إهانة صريحة لجميع النساء

سحر الجعارة
سحر الجعارة

في سياق الجدل المتواصل حول قضايا المرأة والدين، دخلت الكاتبة سحر الجعارة على خط النقاش الدائر بعد التصريحات الأخيرة للدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والذي حذّر مما وصفه بـ"النسوية المتوشحة بالدين". تصريحات ربيع أثارت ردود فعل كبيرة، وجعلت سحر الجعارة تعيد فتح النقاش حول الخطاب الديني الموجَّه للنساء، مؤكدة — بحسب رؤيتها — أن القضية أكبر من مجرد اختلاف فكري، وأنها تتعلق بطرق استخدام بعض الخطابات لتشكيل صورة المرأة ودورها في المجتمع.

اشارات  سحر الجعارة إن هذا الخطاب يعيد إنتاج نظرة قديمة للمرأة، وتعتبر أن محاولات تحذير المجتمع من "الفيمنست الإسلامية" ليست موجهة للنسويات المعروفات بقدر ما تمس — بحسب وصفها — نساء يحملن شهادات شرعية، ويعملن في المؤسسات الدينية، ويمارسن حقهن في إعادة قراءة النصوص من منظور مختلف.



سحر الجعارة: التحذيرات لا تستهدف الناشطات بل نساء داخل المؤسسات الدينية



ترى سحر الجعارة في تدوينتها أن التحذيرات التي أطلقها أمين الفتوى ليست مواجهة مباشرة مع الحركة النسوية المعروفة، بل هي — كما تقول — موجهة نحو من يعملن داخل الإطار الديني ذاته. وتشير إلى أن مجرد انتقاد رغبة بعض النساء في دراسة التراث وتأويل النصوص الدينية يعكس — وفق رأيها — مخاوف من صعود أصوات نسائية قادرة على قراءة النصوص من منظور مختلف.

وتؤكد سحر الجعارة أن ما وصفه أمين الفتوى بـ"تفكيك التفاسير الذكورية" ليس اتهامًا بقدر ما هو وصف لحراك نسوي يسعى، في نظرها، إلى تحقيق توازن في طريقة تناول قضايا المرأة داخل الخطاب الديني.
 


خطاب يعيد إنتاج صور نمطية عن المرأة.. حسب رؤية سحر الجعارة



وتواصل سحر الجعارة هجومها موضحة أن هذه التصريحات تعيد إحياء مفاهيم تراثية مثل "نقصان العقل والدين" وقطع الصلاة بسبب وجود المرأة، وهي أمور — بحسب تعبيرها — جرى استخدامها تاريخيًا للحد من حضور المرأة في المجال العام.

وتضيف سحر الجعارة أن الإصرار على ربط النسوية بتهديد الأسرة يختزل النقاش في ثنائية صراع لا وجود لها في الواقع، لأن النساء — كما تقول — جزء أصيل من تكوين الأسرة، ولا يمكن تصوير أي مطالبة بحقوقهن باعتبارها تهديدًا لبنيان المجتمع.
 


سحر الجعارة: تصريحات تُشرعن ممارسات اجتماعية ضارة



وتشير سحر الجعارة في انتقاداتها إلى أن الخطاب الذي تضمنته تصريحات أمين الفتوى قد يُستغل — من وجهة نظرها — لتبرير ممارسات اجتماعية مؤذية للنساء، مثل العنف الأسري، وزواج القاصرات، والختان. وتعتبر سحر الجعارة أن تجاهل هذه القضايا والحديث عن "نسوية متوشحة بالدين" يغيّب المشكلات الحقيقية التي تحتاج مؤسسات الدولة الدينية والاجتماعية لمواجهتها.
 


تساؤل حاد من سحر الجعارة: من هو غير الأمين على الفتوى؟



وفي ختام تدوينتها، طرحت سحر الجعارة سؤالًا لافتًا تساءلت فيه: "من هو غير الأمين على الفتوى؟". وأوضحت أن هذا السؤال ليس موجهًا لشخص بعينه، بل هو دعوة لمراجعة الخطاب الديني واتجاهاته، وفتح باب النقاش حول دور المرأة في المؤسسات الدينية والعلمية.

وترى سحر الجعارة أن المجتمع بحاجة إلى خطاب متوازن يمنح النساء مساحة للتعبير، ويبتعد عن شيطنة أي محاولة منهن لإعادة قراءة التراث أو مناقشة قضاياهن من زاوية مختلفة.

 



 

          
تم نسخ الرابط