جدل واسع يعيدها للواجهة

عودة ظاهرة البشعة تشعل غضب السوشيال ميديا وشيخها يكشف أسرار انتشارها

عودة ظاهرة البشعة
عودة ظاهرة البشعة إلى دائرة الجدل

ظاهرة البشعة عادت مجددًا إلى واجهة النقاش العام خلال الساعات الماضية، بعدما تصدر مقطع فيديو لفتاة تخضع لهذه الممارسة القاسية داخل منزلها منصات التواصل الاجتماعي، لتشتعل موجة غضب واسعة بين من وصفوا الأمر بأنه انتهاك جسدي ونفسي، وبين آخرين رأوا فيه بقايا تراث قديم لا يزال حاضرًا رغم تطور الزمن. وفي خضم هذا الجدل، خرج شيخ البشعة ليوضح حقيقة ما يجري ودورهم في هذا العرف الشعبي الذي ما زال يمارس في بعض المناطق حتى اليوم.

شيخ البشعة يكشف التفاصيل: حالات يومية ومسلسلات ستتناول الظاهرة قريبًا

في تصريحات خاصة، أكد شيخ البشعة – الذي ظهر في الفيديو المنتشر – أن الظاهرة ما زالت موجودة في عدد من المناطق القبلية والريفية، وأنه يتلقى حالات شبه يومية لحل خصومات بين الأفراد والعائلات.

وأشار إلى أن دوره، كما يصفه، هو “المساعدة في كشف الحق وفق العرف المتعارف عليه”، مؤكدًا أن البشعة ليست وسيلة لإيذاء أحد، بل وسيلة عرفية متوارثة لحل النزاعات عند غياب الأدلة.

وكشف أن شهر رمضان المقبل سيشهد عرض مسلسلات تتناول الظاهرة بشكل درامي لتوضيح حقيقتها، مؤكدًا مشاركتهم في هذه الأعمال بهدف تقديم صورة واضحة للجمهور وتفسير ما يجري في هذه الممارسات.

فيديو يعيد البشعة للمشهد ويثير غضبًا واسعًا

الفيديو الذي انتشر على منصة “تيك توك” أظهر فتاة تُجبر على لعق قطعة معدنية ساخنة داخل منزلها، ما أثار استياءً كبيرًا بين رواد السوشيال ميديا.

اعتبر كثيرون أن ما حدث يُعد انتهاكًا صريحًا لحقوق الفتيات، فيما رأى آخرون أن صمود مثل هذه الممارسات حتى اليوم يُعد أمرًا غريبًا يكشف جانبًا من العادات التي لم تختف رغم التطور الاجتماعي والقانوني.

وبين موجة الغضب والتساؤلات، وجد الكثيرون أن الوقت مناسب لفتح نقاش حقيقي حول استمرار هذه الظاهرة ومدى خطورتها على الأفراد، خاصة النساء والأطفال.

ما هي البشعة؟ جذور الظاهرة وتاريخها

تُعد ظاهرة البشعة من الأعراف القديمة التي ظهرت في البيئات البدوية والقبلية، في مصر وبعض الدول العربية، وكانت وسيلة بديلة للفصل في النزاعات حين لا تتوافر الأدلة.

وتعتمد البشعة على تسخين أداة معدنية، ثم يُطلب من الشخص المتهم أن يلمسها بلسانه أو يلعقها.

وبحسب العرف، فإن عدم تعرض لسانه للحرق يعد دليلاً على صدقه، بينما يُعتبر الاحتراق دليلًا على كذبه.

ظهرت هذه الممارسة في فترات غابت فيها مؤسسات الدولة، واعتمد الناس عليها كوسيلة بديلة للتحقيق، لكنها تراجعت مع تطور القضاء ووسائل التقصي، حتى أصبحت اليوم جزءًا من التراث أكثر منها أداة لحل النزاعات.

زاوية علمية: ممارسة خطرة لا تكشف الحقيقة

علميًا، تُصنف البشعة ضمن الممارسات الخطرة التي لا تستند إلى أي أساس علمي.

فالحرارة تؤدي إلى الحرق للجميع دون استثناء، ما ينفي إمكانية استخدامها لتمييز الصادق من الكاذب.

ويؤكد مختصون أن استمرار تداول الظاهرة يرتبط بثقافة العرف والخوف، وليس بالبحث عن الحقيقة.

كما تُعد البشعة أحد أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي، إذ قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة، فضلًا عن كونها لا تحترم أي قيم قانونية أو إنسانية.

ما وراء الخبر: بين التراث والانتهاك

إعادة ظهور ظاهرة البشعة أثار نقاشًا مهمًا حول حدود التراث الشعبي، وما يمكن قبوله أو تجاوزه في الوقت الراهن.

فبينما يرى البعض أنها جزء من ذاكرة المجتمع، يؤكد آخرون أنها ممارسة خطرة يجب منعها بشكل قانوني لحماية الأفراد من الإكراه والعنف تحت مسمى العرف.

وتشير تقييمات اجتماعية إلى أن ما يعيد هذه الممارسات للظهور هو غياب الوعي في بعض المجتمعات الريفية، إضافة إلى تأثير السوشيال ميديا في نشر هذه الظواهر فجأة وبشكل واسع.

معلومات حول ظاهرة البشعة

  • ظهرت في البيئات القبلية والريفية.
  • تُستخدم عند غياب الأدلة لإثبات الصدق أو الكذب.
  • تعتمد على تسخين أدوات معدنية ولمسها باللسان.
  • لا تستند لأي أساس علمي أو شرعي أو قانوني.
  • قد تسبب إصابات خطيرة وتشكل خطرًا على الصحة.

خلاصة القول

عودة ظاهرة البشعة إلى دائرة الجدل ليس مجرد ضجة عابرة، بل مؤشر على وجود ممارسات اجتماعية تحتاج إلى مراجعة حقيقية. وبين دفاع البعض عنها باعتبارها عرفًا قديمًا، ورفض آخرين لها باعتبارها شكلًا من أشكال الانتهاك، يبقى الأهم تعزيز ثقافة احترام الإنسان وحماية حقوقه، والاعتماد على القضاء والطرق العلمية في كشف الحقائق بدلًا من طقوس لا تليق بواقعنا الحديث.

          
تم نسخ الرابط