جدل واسع على مواقع التواصل وتحرك قانوني مرتقب ضد انتهاك صادم لحرمة الأديان

صورة العشاء الأخير تُشعل غضب الأقباط.. هل تجاوزت شركة تسالي كل الخطوط الحمراء في إعلانها المسيء؟ – مستشار بالنقض يرد بقوة

صورة العشاء الأخير:
صورة العشاء الأخير: إعلان مسيء لشركة تسالي يثير غضب الأقباط

صورة العشاء الأخير، تلك التي تُعد من أقدس الرموز المسيحية في التاريخ، تحوّلت مؤخرًا إلى محور جدل واسع في الشارع القبطي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما جرى استخدامها بطريقة وُصفت بـ"البذيئة والمسيئة" من قِبل شركة تجارية متخصصة في إنتاج المواد الغذائية للأطفال.

وفي مداخلة هاتفية مع موقع الحق والضلال، وصف المستشار عاطف نظمي، المحامي بالنقض، الصورة المتداولة بأنها "ثقب في جبين الشركة"، مؤكدًا أن ما حدث يُعد اعتداءً صارخًا على المقدسات، وغير مقبول بأي مبرر.

الصورة المسيئة: تشويه متعمّد للعشاء الرباني

تُظهر صورة العشاء الأخير التي جرى تداولها إعلانًا يُحاكي لوحة العشاء الرباني الشهيرة، لكن بصورة مشوّهة حيث تم استبدال وجه السيد المسيح بتوزيع "أكياس شيبسي"، وتم وضع رؤوس خراف بدلًا من رؤوس التلاميذ، مع عبارة دعائية سخيفة كُتب فيها: "التساليه الأخير" في إسقاط مباشر على العشاء الأخير.

وقال المستشار عاطف نظمي إن استخدام مثل هذه الصورة في إعلان تجاري "ليست دعاية، بل إهانة"، متسائلًا كيف لشركة تدّعي أنها موجّهة للأطفال أن تسمح بإنتاج محتوى بهذا القدر من الانحدار الديني والأخلاقي.

صورة الإعلان المسئ

رد الشركة: اعتذار مرفوض

وأشار نظمي إلى أن الشركة المتورطة قامت لاحقًا بحذف الصورة من صفحاتها وقدمت اعتذارًا رسميًا، موضحة أن شركة الدعاية المسؤولة عن التسويق هي التي صممت ونشرت الصورة دون علمها المسبق، وهو مبرر وصفه نظمي بـ"المرفوض وغير المقنع".

وأضاف: "شركة الدعاية لا تتحرك بمعزل عن موافقة الشركة الأم، ونشر الإعلان على صفحاتها الرسمية يؤكد موافقتها الضمنية عليه"، مشددًا على أن حرمة الأديان لا تُمس لا بإشارة ولا بصورة ولا حتى بنكتة عابرة.

تحرك قانوني.. رغم العقبات

وأوضح المحامي بالنقض أنه شرع بالفعل في تتبع الشركة من أجل تقديم بلاغ رسمي، إلا أنه فوجئ بأن مقرها القانوني في فلسطين، مما يثير إشكالية تتعلق بالاختصاص القضائي. وناشد نظمي وجود تحرك من محامين فلسطينيين لرفع دعوى ضد الشركة الأم، مشيرًا إلى أن مجرد الاعتذار لا يُسقط الجريمة الأخلاقية والدينية التي ارتُكبت.

خلاصة القول

استخدام صورة العشاء الأخير في إعلان تسالي لا يمكن أن يُدرج تحت أي مسمى إبداعي أو تسويقي، بل يُعد تعديًا صريحًا على رمز ديني له قدسيته لدى ملايين المسيحيين حول العالم. وبرغم اعتذار الشركة، فإن تداعيات الواقعة لا تزال مستمرة، في انتظار موقف رسمي وقانوني حاسم يضمن عدم تكرار هذا الانتهاك في أي حملة دعائية مستقبلًا.

          
تم نسخ الرابط