لحظات امتزج فيها الرعب بالشجاعة.. جريس البشارة مهندس تحول إلى “بطل” واقعة كنيسة دمشق.. شاهد ماذا فعل؟

في لحظات امتزج فيها الرعب بالشجاعة، سطّر المهندس السوري جريس جميل البشارة اسمه في سجلات البطولة بمواجهة الموت دفاعًا عن من حوله داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق. خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الأحد الماضي، لم يكن البشارة مجرد ضحية، بل رمزًا للتضحية حاول صدّ المهاجم بيديه ، ربما لتجنب إراقة الدماء. إلا أنه دفع هو وشقيقه الثمن، مما أثار دهشة المصلين، الذين نجا بعضهم بفضل تضحيته.
"بطل الكنيسة" في عيون السوريين

ما إن أُعلنت أسماء الضحايا حتى انتشر اسم جريس البشارة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كرّمه السوريون بلقب "بطل الكنيسة". وانتشرت صور وتفاصيل قصته، وأشاد العديد من المصلين بشجاعته التي حالت دون سقوط المزيد من الضحايا يعتقد الكثيرون أن تدخله البطولي ساهم في التخفيف من حجم المأساة، وأن تضحيته ستُخلّد في ذاكرة السوريين.
لحظات رعب ترويها زوجته
في رواية مروعة، روت زوجة جريس الأحداث لحظة بلحظة. قالت إن المهاجم أطلق النار خارج الكنيسة، مما أدى إلى سقوط المصلين أرضًا عندما فتح المهاجم الباب ودخل، اندفع جريس وشقيقه نحوه لمحاولة إيقافه. ألقى المهاجم قنبلة يدوية لم تنفجر وحاولا تقييده، لكنه فكّ حزامه الناسف وفجّره بينهما.
وبعينين دامعتين، روت الزوجة كيف رأت معدة زوجها وكبده أمامها بعد الانفجار قالت بصوت مليء بالألم والفخر: "بدا الأمر كله وكأنه كابوس، لكنني متأكدة من أنه أنقذ الكثير من الناس".
الكنيسة: رمز في مرمى النيران
لم تكن كنيسة مار إلياس، الواقعة في حي الدويلعة ذي الأغلبية المسيحية، هدفًا مباشرًا للهجمات الإرهابية. وكان هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف دور عبادة إسلامية ومسيحية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، مما زاد المخاوف من عودة العنف الطائفي.
جريس البشارة.. أكثر من اسم
لم يكن جريس البشارة مجرد موظف حكومي، مدير عام الهيئة العامة للمواصلات البرية في دمشق. بل أصبح رمزًا وطنيًا في عيون السوريين، مثالًا للتضحية والبطولة. ستبقى قصته، التي بدأت بأعمال شجاعة وانتهت بانفجار مأساوي، تُروى في الكنائس والبيوت، مُجسدةً معنى التضحية بالحياة من أجل الآخرين.
الدم يروي قصة وطن
إن الهجوم على كنيسة مار إلياس ليس عملًا إرهابيًا عابرًا؛ بل هو جرح غائر في ضمير السوريين. وهو أيضًا شهادة على صمود مجتمع يواصل مواجهة الموت بالحياة والدمار بالتضامن. في عصر تبدلت فيه الوجوه والأنظمة، لا تزال لحظات كذكرى البشارة تُذكرنا جميعًا بأن البطولة الحقيقية لا تولد في الساحة السياسية، بل في لحظات إنسانية خالصة، عندما ينهض المرء لمواجهة الموت... ليحيا الآخرون.
- جريس البشارة
- مهندس تحول إلى “بطل”
- واقعة كنيسة دمشق
- الهجوم على كنيسة مار إلياس
- عدد ضحايا كنيسة مار إلياس