ترامب يصعّد الأزمة ويهدد بنقل مباريات كأس العالم 2026 من مدن أمريكية كبرى بسبب الأمن

ترامب يصعّد الأزمة
ترامب يصعّد الأزمة ويهدد بنقل مباريات كأس العالم 2026

 كأس العالم 2026 .. أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأخيرة جدلًا واسعًا وموجة من القلق حول مصير كأس العالم 2026، التي تستضيفها ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. تصريحات ترامب التي تضمنت تهديدات مباشرة بإمكانية نقل بعض المباريات من المدن المضيفة إذا اعتبرها "غير آمنة" أو "غير قادرة على التنظيم الجيد"، فتحت الباب أمام تساؤلات حول مدى تأثير السياسة على الحدث الرياضي الأكبر عالميًا.
 


ترامب يهدد بنقل المباريات من المدن "غير الآمنة"



خلال حديثه للصحفيين مؤخرًا، صرح ترامب بأنه قد يتخذ قرارًا "حاسماً" بنقل بعض مباريات كأس العالم 2026 من المدن التي لا يرى فيها التزامًا بمعايير الأمن والسلامة. وأشار بشكل خاص إلى مدن سياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وبوسطن، معتبرًا أنها "مثيرة للقلق" من حيث الوضع الأمني والبنية التحتية.

ويأتي هذا التهديد في وقت تستعد فيه المدن الثلاثية لاستضافة البطولة التاريخية التي تُقام للمرة الأولى في ثلاث دول مختلفة، وسط توقعات بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في تاريخ كأس العالم 2026.
 


مخاوف داخلية من التدخل السياسي وتأثيره على البطولة



على الرغم من أن عقود الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تُبرم مباشرة مع المدن المستضيفة وليس مع الحكومات، إلا أن تصريحات ترامب وضعت المنظمين أمام تحدٍ جديد. فقد أكد المتحدث باسم الرئيس الأمريكي السابق في أكتوبر الماضي أن "السلامة العامة مسؤولية الحكومة"، وهو ما يعكس إمكانية التدخل السياسي في قرارات تتعلق بالأمن والتنظيم خلال كأس العالم 2026.

وذكرت تقارير لموقع "ذا أتلتيك" أن بعض مسؤولي المدن المستضيفة أبدوا قلقهم من أن هذه التصريحات قد تُؤثر سلبًا على التزامات الرعاة المحليين، الذين يلعبون دورًا مهمًا في تمويل الأنشطة والمهرجانات المرافقة للبطولة.
 


الشركات الراعية في حالة ترقب بسبب الغموض السياسي



بوب لينش، المدير التنفيذي السابق للشراكات في فريقي ميامي دولفينز وبروكلين نتس، حذر من أن تصريحات ترامب قد تخلق بيئة من عدم الاستقرار التجاري قبيل انطلاق كأس العالم 2026.
وقال لينش في تصريحات لموقع "Givemesport": "العلامات التجارية لا تحب حالة الغموض، وأي حديث عن انسحاب أو نقل مباريات يثير توتر الرعاة". وأضاف: "في مثل هذه الحالات، الشركات تبدأ في طرح تساؤلات حول حقوقها القانونية في الانسحاب من الاتفاقات أو تعديلها".

وأشار لينش إلى أن ما يحدث الآن يذكره بفترات الأزمات الاقتصادية العالمية، موضحًا أن الغموض السياسي يشل حركة التعاقدات ويبطئ عملية اتخاذ القرار لدى الرعاة المحتملين للمدن المضيفة في كأس العالم 2026.
 


ترامب يعيد الجدل بين الرياضة والسياسة في كأس العالم 2026



تاريخ العلاقة بين السياسة وكرة القدم ليس جديدًا، ولكن تصريحات ترامب الأخيرة تعيد هذا الصراع إلى الواجهة من جديد، خصوصًا مع اقتراب موعد البطولة. ويرى محللون أن التهديدات قد تخلق ضغطًا غير مسبوق على المدن المستضيفة، وربما تدفع بعض الشركات إلى إعادة النظر في خططها التسويقية للبطولة.

ومن المقرر أن تشهد كأس العالم 2026 أكبر توسع في تاريخ البطولة من حيث عدد المنتخبات وعدد المباريات والملاعب المشاركة، ما يجعل استقرار التنظيم والأمن مسألة حيوية لنجاح الحدث.
 


فيفا تلتزم الصمت وسط ترقب عالمي



حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن تهديدات ترامب، غير أن مصادر مقربة أكدت أن المنظمة تراقب الموقف عن كثب لضمان عدم تأثر ترتيبات كأس العالم 2026.

وتشير بعض التقارير إلى أن الفيفا قد تضطر إلى عقد اجتماعات مع ممثلي المدن الثلاثية (الأمريكية والكندية والمكسيكية) لضمان التزامها بالمعايير المطلوبة وعدم حدوث أي اضطرابات تؤثر على جدول المباريات.
 


مخاوف متزايدة من تأثير التصريحات على الرعاة والمدن المستضيفة



مع استمرار حالة الجدل، يتخوف مسؤولو المدن الأمريكية من أن يؤدي تصاعد الخطاب السياسي إلى عزوف الشركات الراعية عن المشاركة في الفعاليات المرافقة لـ كأس العالم 2026. وتؤكد تحليلات اقتصادية أن أي اضطراب في عملية الرعاية أو التمويل قد ينعكس سلبًا على العائدات التجارية المتوقعة من البطولة، التي تُقدر بمليارات الدولارات.
 

 كأس العالم 2026


الحدث الرياضي الأضخم بين طموحات النجاح وسحب السياسة



بينما ينتظر العالم انطلاق كأس العالم 2026 كأكبر نسخة في تاريخ المونديال، تظل التصريحات السياسية من شخصيات بارزة مثل ترامب عاملاً مثيرًا للقلق. وبينما تسعى المدن المستضيفة إلى إثبات قدرتها على التنظيم، فإن أي تدخل سياسي قد يعصف بجهود استمرت لسنوات طويلة من التخطيط والتحضير.

وفي نهاية المطاف، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤثر الجدل السياسي والأمني على تنظيم كأس العالم 2026 أم ستنجح الفيفا والدول الثلاث في تجاوز هذه العاصفة؟

          
تم نسخ الرابط