تحركات رسمية تمهيدًا لتغيير منظومة الدعم

قرار رئيس الحكومة بالتحول للدعم النقدي يحدد مصير بطاقات التموين قريبًا

ملف بطاقات التموين
ملف بطاقات التموين يدخل مرحلة مفصلية

بطاقات التموين عادت إلى صدارة الاهتمام الحكومي والشعبي، بعد إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن تحركات رسمية تستهدف استكمال الإجراءات الانتقالية للتحول من منظومة الدعم العيني إلى الدعم النقدي، في خطوة وصفها بأنها حساسة للغاية وتتطلب جاهزية كاملة قبل التطبيق الفعلي على أرض الواقع.

جلسة حاسمة للجنة الإدارية للعدالة

أوضح رئيس الوزراء أن لجنة العدالة الاجتماعية ستعقد جلسة مهمة الأسبوع المقبل، بهدف الانتهاء من التحضيرات النهائية الخاصة بملف الدعم، مؤكدًا أن الحكومة تتعامل مع هذا الملف بحذر شديد نظرًا لتأثيره المباشر على ملايين المواطنين من أصحاب بطاقات التموين.

وأشار مدبولي إلى أن الدولة تسعى لضمان فعالية آليات التنفيذ بشكل كامل، بما يمنع حدوث أي ارتباك أو أزمات قد تمس الفئات المستحقة للدعم، مشددًا على أن الاستقرار المجتمعي يمثل أولوية قصوى في هذا التحول.

موقف الحكومة من الدعم النقدي

أكد رئيس الوزراء أن هناك توافقًا مبدئيًا داخل الحكومة على أن التحول إلى الدعم النقدي يمثل خطوة إيجابية من حيث المبدأ، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في التنفيذ الدقيق والمنضبط، بما يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه دون أي تلاعب أو إقصاء غير عادل.

وأضاف أن الحكومة لن تقدم على تنفيذ أي قرار يخص بطاقات التموين قبل التأكد الكامل من جاهزية البنية التحتية والأنظمة الرقابية، مشيرًا إلى أن أي خطأ في التطبيق قد ينعكس سلبًا على المواطنين.

الكارت الموحد شرط أساسي للتطبيق

من جانبه، كشف الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن التحول إلى الدعم النقدي لن يتم إلا بعد استكمال منظومة الكارت الموحد، والتي تمثل حجر الأساس في عملية تحديث قواعد بيانات المستفيدين من بطاقات التموين.

وأوضح وزير التموين أن العمل على الكارت الموحد بدأ بالفعل في محافظة بورسعيد كنموذج تجريبي، يتم من خلاله اختبار كفاءة النظام وضمان دقة البيانات، بهدف التأكد من وصول الدعم إلى الفئات المستحقة فقط، ومنع ازدواجية الصرف أو تسرب الدعم.

لماذا تُعد بطاقات التموين محور التحول؟

تمثل بطاقات التموين واحدة من أهم أدوات الحماية الاجتماعية في مصر، حيث يعتمد عليها ملايين المواطنين في تلبية احتياجاتهم الأساسية. ولذلك، فإن أي تعديل في منظومة الدعم المرتبطة بها يتطلب دراسة متأنية وتطبيقًا تدريجيًا يراعي الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

وتسعى الحكومة من خلال التحول إلى الدعم النقدي إلى منح المواطن حرية أكبر في اختيار احتياجاته، مع الحفاظ على القيمة الحقيقية للدعم وعدم تأثره بتقلبات الأسعار.

ما وراء الخبر

يعكس حديث الحكومة عن بطاقات التموين والدعم النقدي توجهًا استراتيجيًا لإعادة هيكلة منظومة الدعم بالكامل، بما يتماشى مع خطط الإصلاح الاقتصادي، دون التفريط في البعد الاجتماعي. كما يكشف عن رغبة رسمية في تفادي أخطاء سابقة، عبر الاعتماد على نظم رقمية حديثة وقواعد بيانات محدثة.

معلومات حول بطاقات التموين

تخضع منظومة بطاقات التموين لعمليات تحديث مستمرة تشمل تنقية البطاقات، وإضافة مستحقين جدد، وربطها بقاعدة بيانات موحدة. ويُعد الكارت الموحد أحد أهم مشروعات التحول الرقمي، إذ يهدف إلى دمج خدمات الدعم المختلفة في بطاقة ذكية واحدة.

خلاصة القول

ملف بطاقات التموين يدخل مرحلة مفصلية مع اقتراب الحكومة من اتخاذ قرارات نهائية بشأن التحول إلى الدعم النقدي، وسط تأكيدات رسمية بأن التنفيذ لن يتم إلا بعد ضمان الجاهزية الكاملة وحماية الفئات المستحقة، بما يحافظ على استقرار المجتمع ويحقق العدالة الاجتماعية.

          
تم نسخ الرابط