إشادة تاريخية من قداسة البابا بدور مصر في حفظ الهوية القبطية.. والتقويم القبطي حاضر في ذاكرة الكنيسة
البابا تواضروس: مصر وحدها تملك علمًا باسمها.. وجذور الكنيسة القبطية تبدأ من أرضها المقدسة

في تصريحات لافتة ومعبّرة، أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك علمًا خاصًا باسمها، في إشارة إلى "علم المصريات"، مشيرًا إلى أن هذا الامتياز التاريخي والثقافي يعكس عمق الحضارة المصرية، ودورها المحوري في حفظ الجذور الروحية والكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وجاءت تصريحات البابا تواضروس خلال عظته الأسبوعية التي ألقاها من مركز لوجوس في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في إطار فعاليات ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم، الذي يُعقد هذا العام تحت شعار "متصلون".
التقويم القبطي.. ذاكرة الكنيسة المتجذرة في مصر
أوضح البابا تواضروس أن من أبرز الجذور القبطية التي تنبع من مصر هو التقويم القبطي، والذي يتكون من 13 شهرًا، يمثل كل يوم فيه صفحة من ذاكرة الكنيسة الغنية بالأعياد والأصوام والمناسبات الروحية، مؤكدًا أن هذا التقويم الفريد يعكس الهوية الكنسية والروح القبطية الأصيلة.
كما أشار إلى أن التقويم يشمل مناسبات مهمة أبرزها عيد دخول السيد المسيح إلى مصر، والذي بات يُحتفل به عالميًا تحت اسم "Global Coptic Day" في الأول من يونيو من كل عام، ليُذكر العالم بأن أرض مصر كانت ملجأ آمنًا للعائلة المقدسة، وأن جذور الكنيسة تمتد عميقًا في تراب هذا الوطن.
اللغة القبطية.. أول فعل فيها هو الصلاة
أشاد البابا تواضروس أيضًا باللغة القبطية، واصفًا إياها بأنها لغة موسيقية وروحانية، تبدأ بالفعل "إشليل" أي "صلوا"، ما يؤكد أن الصلاة هي جوهر الحياة القبطية. كما أوضح أن اللغة القبطية ليست مجرد أداة تواصل، بل تحمل في طياتها هوية مصرية قديمة مكتوبة بالحروف اليونانية، وتضم أسماء أماكن مصرية مثل "شبرا" التي تعني "قرية".
وأشار قداسته إلى أهمية الحفاظ على اللغة القبطية وتعليمها للأجيال الجديدة في المهجر والداخل، لما لها من دور في توصيل الروحانية والحفاظ على التراث الكنسي.
الرهبنة.. مصر الأم ومهد الحياة الروحية
قال البابا تواضروس إن مصر هي الأرض التي وُلدت فيها الحياة الرهبانية، ومنها انطلقت الأديرة إلى العالم، مؤكدًا أن في مصر حاليًا أكثر من 50 ديرًا للرهبان، وأكثر من 15 ديرًا للراهبات، وهي تشكل رئة روحية للكنيسة العالمية، ومصدرًا دائمًا للتجديد الروحي والرهباني في الشرق والغرب.
وأشار إلى أن انتشار الأديرة القبطية في دول العالم لم يكن مجرد توسع جغرافي، بل هو امتداد طبيعي لجذور الكنيسة التي تنبض بالحياة من مصر.
نصيحة روحية من البابا: مصر ليست مجرد وطن.. بل شهادة حيّة للإيمان
وجه البابا تواضروس رسالة قوية للمشاركين في ملتقى لوجوس الخامس من أبناء الكنيسة في 44 دولة، قائلًا إن الارتباط بمصر ليس مجرد انتماء جغرافي، بل هو التزام روحي وتاريخي. وأضاف أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحمل مسؤولية نقل هذا الإيمان المتجذر من أرض مصر إلى الأجيال القادمة، وأن معرفة الجذور تحصّن الإنسان ضد التيارات المشوشة والانفصال عن الهوية.
خلاصة القول
أكد البابا تواضروس في عظته أن مصر تملك خصوصية تاريخية وثقافية وروحية جعلتها مهدًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدءًا من التقويم القبطي واللغة، مرورًا بالأديرة، ووصولًا إلى عالمية الإيمان القبطي. تصريحات قداسته في ملتقى لوجوس الخامس كانت بمثابة تذكير للأجيال بأن جذور الكنيسة تبدأ من أرض مصر المقدسة، حيث التقت الحضارة بالإيمان.
- البابا تواضروس
- مصر
- الكنيسة القبطية
- التقويم القبطي
- ملتقى لوجوس الخامس
- علم المصريات
- اللغة القبطية
- دير الأنبا بيشوي
- البابا تواضروس الثاني
- جذور الكنيسة
- الأديرة في مصر
- الرهبنة القبطية
- عيد دخول المسيح مصر
- Global Coptic Day
- شباب الكنيسة القبطية