ذكرى سنوية يملؤها التأمل في حياة رجل صامت حمل أعظم رسالة إلهية
نياحة القديس يوسف البار.. الكنيسة القبطية تحيي غدًا ذكرى أب المسيح بالجسد وخطيب العذراء الطاهرة

تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا السبت 2 أغسطس 2025، ذكرى نياحة القديس يوسف البار، الرجل الذي اختاره الله ليكون أبًا للسيد المسيح بالجسد وخطيبًا للبتول مريم، والذي سطر في حياته أروع أمثلة الاتضاع والطاعة والثقة في مشيئة الله.
ويقرأ في السنكسار الكنسي الخاص بيوم 26 أبيب القبطي:
"في مثل هذا اليوم، تنيّح القديس البار الشيخ يوسف النجار، الذي استحق أن يُدعى أبًا للمسيح بالجسد. وكان صديقًا، اختاره الله ليكون خطيبًا لكلية الطهر العذراء مريم، فلما أكمل جهاده، حضر السيد المسيح نياحته بنفسه، ووضع يده على عينيه".
من هو القديس يوسف البار؟
ينحدر يوسف النجار من سبط يهوذا ومن نسل الملك داود. عُرف بالتقوى وحُسن السيرة، وعمل نجارًا في مدينة الناصرة. وقد خُطب للسيدة العذراء مريم كخطيب برعاية الله، ليكون حارسًا لعذريتها وأبًا مربيًا للسيد المسيح بالجسد.
عندما عَلِم يوسف بحَبل العذراء دون أن يمسّها، أراد تخليتها سرًا، لكن ملاك الرب ظهر له في حلم قائلاً: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس".
دوره في حياة العائلة المقدسة
رعى يوسف البار العذراء والمسيح في أصعب الظروف، إذ اصطحبهما إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، ثم عاد بهما إلى الناصرة بعد زوال الخطر. مثّل نموذجًا نادرًا للرجل الحامي الصامت، الذي أطاع الله في كل المواقف دون اعتراض.
تفاصيل نياحته كما وردت في السنكسار
تفيد الروايات الكنسية أن نياحة يوسف البار وقعت في السنة السادسة عشرة من ميلاد السيد المسيح، عن عمر ناهز 111 عامًا، قضاها كما يلي:
- 40 عامًا في العزوبة
- 52 عامًا متزوجًا
- 19 عامًا أرملًا في خدمة الله والعائلة المقدسة
وقد حضر السيد المسيح نياحته شخصيًا، ووضع يده على عينيه، في مشهد روحي بالغ العمق، بحسب ما ورد في نصوص السنكسار.

لماذا يُحتفل بيوسف البار رغم قلة ذكره في الإنجيل؟
رغم أن الإنجيل لم يُفرد ليوسف البار الكثير من الكلام، إلا أن الكنيسة ترى فيه نموذجًا فريدًا للاتضاع والثقة، ورجلًا نادرًا يُجسّد الطاعة الصامتة والرجولة المكرّسة لخدمة الله. ويُكرَّم يوسف في أغلب الكنائس والطوائف، بينما تُفرد له الكنيسة القبطية يومًا خاصًا لتذكار نياحته.
معلومات مفيدة عن يوسف البار
- نياحة يوسف البار تُوافق يوم 26 أبيب من كل عام في التقويم القبطي.
- يُعتبر "أب المسيح بالجسد" لأنه تولّى تربية السيد المسيح من طفولته.
- لم يذكر له الكتاب المقدس أي كلمة نطق بها، ما جعله رمزًا للحكمة الصامتة.
- يُطلق عليه أيضًا "خطيب العذراء" تأكيدًا على عذريتها الكاملة.
- يُحتفل به في تقاويم أغلب الكنائس الشرقية والغربية، لكن لكل كنيسة يوم مختلف.
خلاصة القول
نياحة القديس يوسف البار، التي تُحييها الكنيسة القبطية غدًا، ليست مجرد ذكرى في السنكسار، بل دعوة للتأمل في حياة رجل صامت لكنه عظيم، أطاع الله حتى النهاية، وربّى السيد المسيح بمحبة ومسؤولية. هو الأب الأرضي للمخلّص، وخطيب البتول، والظل الحامي للعائلة المقدسة.
- نياحة القديس يوسف البار
- يوسف النجار
- أب المسيح بالجسد
- خطيب العذراء
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- السنكسار اليوم
- تذكار يوسف البار
- حياة يوسف النجار
- احتفال كنسي
- القديس يوسف النجار
- العائلة المقدسة
- 2 أغسطس
- تقويم قبطي
- القديسين في المسيحية
- قصة يوسف البار