كريم البحيري: سيناريوهات خلف جريمة أطفال فيصل وتفاصيل من الممكن أن تظهر
أجرينا حوارًا مع كريم البحيري، المحقق الصحفي الشهير، عن واقعة أطفال فيصل، من أجل معرفة وجهة نظره في الجريمة التي هزّت محافظة الجيزة من شدة غموضها، وبشاعتها، خاصة أن زوج الضحية وأهلها يكذبون ادعاءات الجاني بأن هناك علاقة تجمعه بينها. وقد تحدثنا مع كريم البحيري لفترة طويلة من أجل معرفة وجهة نظره وتوقعاته في تلك القضية المعقدة.
حوار الحق والضلال مع كريم البحيري عن واقعة أطفال فيصل
كريم البحيري من أمهر وأدق وأفضل المحققين الصحفيين في أخبار الحوادث من وجهة نظر عدد كبير من متابعي القضايا. وهذا ما دفعنا للتحاور معه، من أجل معرفة توقعاته أو السيناريوهات التي يفترضها حول قضية أطفال فيصل لحين انتهاء التحقيقات.
سيناريوهات حول قضية أطفال فيصل
قال كريم البحيري في توقعاته عن قضية أطفال فيصل: من وجهة نظري، وبالنظر إلى سنوات عملي في تغطية الحوادث، من الضروري انتظار نتائج التحقيقات الرسمية، خاصة في الحالات التي يكتنفها هذا القدر من الغموض والالتباس. ومع ذلك، فإن تخميني الشخصي يميل إلى الاعتقاد بأن المتهم أقدم على تسميم الأم بقرار مسبق ومتعمد. وعندما أحس بأن الأم قد تستغيث أو يُكشف أمره، سارع بنقلها إلى المستشفى. بعد وفاتها متأثرة بالسم، ومنعاً لاحتمال فضح جريمته من قبل الأطفال، قام بقتلهم لاحقًا كـ "تضحية جانبية" للهروب من تبعات جريمته الأساسية (قتل الأم). هذا يبقى مجرد فرضية ريثما تؤكدها أو تنفيها التحقيقات.
أكمل كريم البحيري حديثه لنا عن قضية أطفال فيصل وقال: في الوقت الراهن، يتعذر علينا تحديد الدافع الحقيقي خلف الجريمة بدقة، بسبب سيل المعلومات المتضاربة والكم الهائل من الأسئلة التي لا تزال دون إجابة. وحسب بيان الداخلية، فإن الدافع المزعوم مستمد من أقوال المتهم نفسه، والتي قد لا تعكس الحقيقة.
يتمحور اعترافه حول شعوره بالغضب الشديد نتيجة تواصلها مع رجال آخرين، ما دفعه لقتل الزوجة والأبناء. إلا أن هذا التفسير يواجه معضلة منطقية: فالمتهم لو افترضنا صدق روايته (وهو أمر أستبعده) فهو عرفها وهي متزوجة، ومن هذا المنطلق، يصبح من غير المنطقي أن يبرر غضبه عليها بهذا القدر أو يغار عليها، وذلك بناءً على القاعدة الضمنية: "لماذا ينزعج من تصرف شخص قام هو أصلاً بالتخلي عنه أو التسبب في تركه لشخص آخر؟ من ترك شخصاً لأجلك سيتخلى عنك من أجل غيرك!.
توقعات كريم البحيري لأسباب قضية أطفال فيصل
أضاف أيضاً: أما الدافع الثاني، والمقدم من وجهة نظر أسرة الضحية، فيفترض بشكل قاطع أن المتهم قام بخطف الأم وأطفالها ثم قتلهم. هذا الطرح، في تقديري، ينبع من خشية الأسرة من العار الذي قد يلحق بها، خصوصاً أنها تنتمي إلى بيئة ريفية ترى في تصديق رواية المتهم الأصلية مساساً كبيراً بشرفها. بالتالي، فإن دفاعهم هذا مبني على هذه الفرضية الاحترازية. غير أن فرضية "الخطف" هذه لا تصمد أمام التمحيص، فهي تعاني من عدة ثغرات جوهرية: إذا كان هدف المتهم هو الخطف، فلماذا نقل الضحية إلى المستشفى؟ والأهم من ذلك، لماذا تركهم في شقة بينما كان يمارس حياته اليومية وعمله بشكل طبيعي، فبالتالي هذه التفاصيل تنسف رواية الخطف من أساسها.
المعضلة الأساسية تكمن في أن الروايتين، سواء تلك التي قدمها الجاني أو تلك التي تتبناها أسرة الضحايا، تعج بالثغرات، مما يبقي الدافع الحقيقي للجريمة غامضاً ومبهماً حتى اللحظة. ولكن، تقديري الشخصي يشير بقوة إلى وجود نوع من العلاقة السابقة بين المتهم والمجني عليها، حتى لو لم تكن بالضرورة علاقة عاطفية، ويستند هذا الاستنتاج إلى سلسلة من الأفعال غير المنطقية لولا وجود معرفة مسبقة، فمن غير المعقول أن تقبل الأم وأبناؤها تناول عصير من شخص غريب، أو تذهب معه إلى شقته، أو توافق على أن ينقلها للمستشفى، أو حتى يذهب الأبناء برفقته إلى حديقة، كل ذلك دون خلفية علاقة سابقة تربطهم به.









