احتفال ديني تاريخي في جنوب سيناء

تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين بعد غياب 52 عامًا

تنصيب الأنبا سيميون
تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين اليوم

يشهد دير سانت كاترين بجنوب سيناء اليوم حدثًا تاريخيًا فريدًا، حيث تُقام مراسم تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين ورئيسًا لأساقفة سيناء وفيران والطور للروم الأرثوذكس، بعد شغور هذا المنصب لمدة 52 عامًا، في احتفالية دينية عالمية تجمع بين مصر واليونان على أرض واحدة مقدسة.

مراسم التنصيب داخل الكنيسة الكبرى بالدير

أقيمت المراسم صباح اليوم داخل الكنيسة الكبرى بالدير، وسط حضور رسمي رفيع المستوى من الجانبين المصري واليوناني، يتقدمه الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، وجورجيوس جيرابيتريتيس، وزير خارجية اليونان، ونيقولاوس باباجيورجيو، السفير اليوناني بالقاهرة، إلى جانب الأنبا أنطونيوس، مطران القدس للروم الأرثوذكس، وعدد كبير من القيادات الكنسية ورجال الدين.

وشهدت المراسم ترديد الترانيم الكنسية باللغة اليونانية والعربية، وإتمام الطقوس التقليدية لتنصيب المطران الجديد في أجواء روحانية مهيبة داخل أقدم أديرة العالم.

موقع الحق والضلال يوثق الحدث التاريخي

ينشر موقع الحق والضلال تفاصيل هذا الحدث الاستثنائي الذي يُعد الأول من نوعه منذ أكثر من نصف قرن، حيث يُعتبر الأنبا سيميون الحادي عشر أول مطران يتم انتخابه لدير سانت كاترين منذ عام 1973.

وجاء اختياره بعد تصويت رهبان الدير في سبتمبر الماضي، ليخلف المطران الراحل الأنبا دميانوس الذي وافته المنية العام الماضي بعد سنوات طويلة من الخدمة الكنسية في سيناء.

من هو الأنبا سيميون؟

وُلد الأنبا سيميون عام 1957 بمدينة بيرايوس في اليونان، وتخرّج في كلية اللاهوت بجامعة أثينا حيث درس الفلسفة والعلوم الدينية، وبدأ خدمته في التعليم المسيحي كمدرس لطلبة الثانوية.

رُسم شماسًا عام 1983 ثم كاهنًا عام 1986، قبل أن يُرقى إلى رتبة أرشمندريت وأب روحي، وخدم في كنيسة القديس ديمتريوس بتامبوريا في اليونان.

التحق بدير القديسة كاترينا عام 1988، ونال الإسكيم الكبير على يد المطران الراحل دميانوس، وتدرّج في مهام متعددة داخل الدير من أمين المكتبة إلى سكرتير الأخوية، ومسؤول عن الآثار المقدسة والشؤون الروحية، إلى أن أصبح وكيل المطران.

مسيرة روحية طويلة امتدت لعقود

خدم الأنبا سيميون خلال مسيرته في فرع الدير بأثينا لمدة ثلاث سنوات، ثم في منطقة أليبوكوري ميغارا لمدة 25 عامًا، وترأس الجمعية الأرثوذكسية في اليونان، حيث أشرف على العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية مثل دور الأيتام والمسنين.

ويُعرف المطران الجديد بين رهبان الدير بتواضعه العميق وثقافته الواسعة، وحفاظه على الطقوس الأرثوذكسية القديمة في العبادة والتعليم الروحي.

ما وراء الخبر: رمزية الحدث الديني والسياسي

يُعد تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين أكثر من مجرد احتفال كنسي، فهو حدث ذو بعد ثقافي وروحي وحضاري يجسد عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليونان، والتعايش بين الأديان والثقافات في أرض سيناء المباركة.

ويرى مراقبون أن حضور رئيس وزراء اليونان وكبار المسؤولين المصريين يعكس الأهمية الدولية التي يحظى بها دير سانت كاترين باعتباره أحد أقدم الأديرة في العالم وأحد مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو.

معلومات حول دير سانت كاترين

يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء عند سفح جبل موسى، ويُعتبر من أقدم الأديرة العاملة في العالم، تأسس في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور جستنيان.

يضم الدير مكتبة أثرية نادرة تحتوي على آلاف المخطوطات الدينية والتاريخية، وكنيسة التجلي التي تحتضن أيقونات بيزنطية نادرة.

ويُعد مقرًا للكنيسة الأرثوذكسية في سيناء، ويضم أخوية من الرهبان تجمع بين المصريين واليونانيين، يمثلون نموذجًا للتسامح والتعاون الروحي.

خلاصة القول:

يشكل تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين اليوم حدثًا تاريخيًا يعيد إحياء تقليد كنسي غاب أكثر من نصف قرن، ويؤكد مكانة مصر الروحية والتاريخية في قلوب المؤمنين حول العالم.

الاحتفال الذي جمع رموز الدين والسياسة والثقافة يعكس وحدة الحضارتين المصرية واليونانية في خدمة القيم الإنسانية والسلام الروحي.

          
تم نسخ الرابط