توضيح كنسي رسمي

قس كنيسة مار جرجس يرد على هند الضاوي ويؤكد تاريخية سفر إشعياء

سفر إشعياء وتصريحات
سفر إشعياء وتصريحات هند الضاوي

سفر إشعياء عاد إلى دائرة الجدل خلال الساعات الماضية، بعد تصريحات الإعلامية هند الضاوي التي زعمت أن السفر كُتب في القرن الخامس عشر الميلادي، وهو ما قوبل برفض واسع في الأوساط الكنسية والمسيحية، ودفع القس جورجيوس القمص فيلبس، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بمدينة العاشر من رمضان، للرد والتأكيد على الحقائق التاريخية واللاهوتية المرتبطة بالسفر.

رد القس جورجيوس القمص فيلبس على التصريحات

خلال اجتماع كنسي، أكد القس جورجيوس القمص فيلبس أن ما قيل عن سفر إشعياء لا يمكن اعتباره سوى طرح غير منطقي، مشددًا على أن السفر كُتب بواسطة النبي إشعياء نفسه، وليس في عصور متأخرة كما تم تداوله.

وأوضح أن التشكيك في سفر إشعياء ليس جديدًا، لكنه يفتقر إلى الأدلة العلمية والتاريخية، خاصة في ظل وجود مخطوطات ونصوص تثبت قِدم السفر وانتماءه للعهد القديم.

تفنيد ادعاء كتابة سفر إشعياء في القرن الخامس عشر

أشار القس جورجيوس إلى أن القول بأن سفر إشعياء كُتب منذ نحو 500 عام يناقض العقل والمنطق، موضحًا أن الادعاء يفتقد لأي أساس تاريخي.

وتساءل عن منطقية القول بأن اليهود كتبوا السفر في تلك الفترة، رغم أن فصوله الأولى، وعددها 39 إصحاحًا، تتضمن إنذارات صارمة وعقابًا مباشرًا لبني إسرائيل، وهو أمر يستبعد أن يكتبه شعب في حق نفسه بهذا الأسلوب القاسي.

الدليل النصي والمنطقي على صحة سفر إشعياء

استشهد القس جورجيوس ببداية سفر إشعياء التي تتضمن آيات تنتقد الشعب بحدة، مؤكدًا أن النص يضع بني إسرائيل في مقارنة سلبية مع الحيوان، ما ينفي تمامًا فكرة أن يكون السفر قد كُتب لتلميع صورة أي طرف.

وأكد أن هذا الأسلوب الصريح يمثل دليلًا منطقيًا قويًا على أن السفر وحي إلهي وليس نصًا بشريًا موجّهًا لأغراض سياسية أو دعائية.

سفر إشعياء ونبواته المتحققة

أوضح القس جورجيوس أن أحد أقوى الأدلة على صحة سفر إشعياء يتمثل في النبوات الواردة فيه، والتي تحققت بعد مئات السنين من كتابتها.

وأشار إلى أن سفر إشعياء يُلقب أحيانًا بـ"الإنجيل الخامس" لما يحتويه من نبوات دقيقة عن مجيء المسيح، مؤكدًا أن كتابة نبوءة قبل تحققها بنحو 700 عام تُعد معجزة بحد ذاتها.

غضب مسيحي وتحذيرات مجتمعية

أثارت تصريحات هند الضاوي موجة غضب بين المسيحيين في مصر، معتبرين أنها تمس أحد أسفار الكتاب المقدس دون سند علمي.

كما حذّر مثقفون من خطورة مثل هذه التصريحات، مؤكدين أنها قد تُستغل لإثارة خطاب كراهية أو استهداف المواطنين المسيحيين، خاصة في ظل حساسية القضايا الدينية.

موقف الكنيسة المصرية

أكدت مصادر كنسية أن الكنيسة المصرية وطنية وتاريخية، ولا علاقة لها بأي مخططات سياسية خارجية، رافضة الزج بالمسيحية المصرية في أي صراعات فكرية أو دولية.

وشددت على أهمية تحري الدقة عند تناول القضايا الدينية في الإعلام، لما لها من تأثير مباشر على السلم المجتمعي.

ما وراء الخبر

يعكس الجدل حول سفر إشعياء أزمة أعمق تتعلق بتناول النصوص الدينية في الإعلام دون الرجوع إلى المتخصصين، ما يفتح الباب أمام معلومات مغلوطة قد تؤدي إلى احتقان ديني غير مبرر.

معلومات حول سفر إشعياء

يُعد سفر إشعياء من أهم أسفار العهد القديم، ويضم 66 إصحاحًا، كُتب في القرن الثامن قبل الميلاد.

ويحتل مكانة محورية في اللاهوت المسيحي لما يحتويه من نبوات مسيانية واضحة، جعلته محل اهتمام خاص عبر العصور.

خلاصة القول

سفر إشعياء ثابت تاريخيًا ولاهوتيًا بنصوصه ومخطوطاته ونبواته.

وتؤكد ردود الكنيسة أن ما أُثير مؤخرًا يفتقر للدقة والمنطق.

ويظل الوعي والمسؤولية الإعلامية عاملين حاسمين في الحفاظ على التعايش واحترام المعتقدات الدينية.

          
تم نسخ الرابط