معلومات موثوقة وتوثيق نصي

الحقائق التاريخية حول سفر إشعياء تكشف خطأ تصريحات هند الضاوي بالكامل

 سفر إشعياء كتب قبل
سفر إشعياء كتب قبل الميلاد

سفر إشعياء عاد إلى صدارة المشهد الديني والإعلامي بعد الجدل الواسع الذي أثارته تصريحات الإعلامية هند الضاوي، التي زعمت أن السفر كتب في القرن الخامس عشر الميلادي واستخدم لأغراض سياسية تخص إسرائيل. إلا أن مراجعة المصادر الكنسية القبطية والمخطوطات الأثرية والترجمات القديمة تكشف بصورة قطعية أن هذه التصريحات غير دقيقة وتتناقض مع كل ما هو ثابت تاريخيًا وأثريًا.

وتوضح الأدلة الموثقة أن سفر إشعياء هو من أقدم أسفار العهد القديم، وقد وُجد بنصه الكامل قبل الميلاد بمئات السنين، ما يجعل أي ادعاء بكتابته في القرن الخامس عشر الميلادي مستحيلاً من الناحية التاريخية والنصية.

الحقيقة الأولى: زمن النبي إشعياء

سفر إشعياء يرتبط بنبي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، حيث بدأ خدمته في زمن الملوك عزيا، يوثام، آحاز، وحزقيا.

وتؤكد المصادر الكنسية الأرثوذكسية أن الجزء الأول من السفر على الأقل كتب في هذه الفترة.

هذا التسلسل التاريخي هو أساس الإيمان اليهودي والمسيحي منذ آلاف السنين.

الحقيقة الثانية: مخطوطات قمران — الدليل الذي ينسف ادعاء القرن الخامس عشر

سفر إشعياء اكتُشف مرة أخرى في القرن العشرين مع اكتشاف مخطوطات البحر الميت (قمران) بين عامي 1947 و1956، حيث عُثر على نسخة كاملة من السفر تُعرف بـ مخطوطة إشعياء الكبرى (1QIsaᵃ).

وقد أثبت التأريخ بالكربون المشع أن هذه المخطوطة تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.

وجود السفر كاملًا قبل الميلاد يثبت أنه لم يُكتب في القرون الوسطى ولا في القرن الخامس عشر، بل كان نصًا راسخًا ومعروفًا منذ العصور القديمة.

الحقيقة الثالثة: الترجمة السبعينية — القرن الثالث قبل الميلاد

سفر إشعياء كان جزءًا من الترجمة السبعينية التي تمت في القرن الثالث قبل الميلاد في الإسكندرية.

والسبعينية هي ترجمة العهد القديم إلى اليونانية، وقد كانت مستخدمة في زمن المسيح والرسل والكنائس الأولى.

ووجود السفر في هذه الترجمة يبرهن أنه كان مكتوبًا ومتداولا قبل الميلاد بقرون، وهو دليل آخر يستبعد تمامًا ادعاء كتابته في القرن الخامس عشر.

الحقيقة الرابعة: استشهاد العهد الجديد بالسفر

سفر إشعياء يحضر بقوة في العهد الجديد، إذ يستشهد به السيد المسيح نفسه، ويقتبس الرسل منه عشرات المرات.

والأبرز هو الاستشهاد بنبوءة:

«ها العذراء تحبل وتلد ابنًا»

التي وردت في إنجيل متى.

هذا يعني أن السفر كان موجودًا ومعروفًا قبل القرن الأول الميلادي.

الحقيقة الخامسة: التراث القبطي الأرثوذكسي

في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سفر إشعياء يحتل مكانة محورية، ويُوصف غالبًا بـ الإنجيل الخامس لكثرة نبوءاته المسيانية.

كما تعتمد الكنيسة على أقدم التفاسير الآبائية التي تؤكد أن السفر عبر العصور كان نصًا ثابتًا تجد شهاداته في كتب القديسين والآباء مثل:

  • القديس أثناسيوس الرسولي
  • القديس كيرلس الكبير
  • القديس يوحنا ذهبي الفم

وجميعهم استشهدوا بنصوص سفر إشعياء كما نعرفها اليوم.

الحقيقة السادسة: رأي الدراسات النقدية الحديثة

بعض الدراسات الحديثة تشير إلى احتمال أن السفر يتضمن مراحل تحرير مختلفة — خصوصًا بعد السبي البابلي — لكنها تتفق جميعًا على أنه:

  • لم يُكتب في العصور الوسطى
  • ولم يظهر فجأة في القرن الخامس عشر
  • بل هو نص يمتد على فترات قديمة تعود لما قبل الميلاد.

ما الخطأ في تصريحات هند الضاوي؟

تصريحات هند الضاوي تضمنت ادعاءين رئيسيين:

  • أن السفر كتب في القرن الخامس عشر الميلادي
  • أنه استُخدم لتجنيد المسيحيين لصالح إسرائيل

الخطأ الأول:

التأريخ الأثري والنصي يثبت وجود السفر قبل الميلاد، قبل ظهور المسيحية، وقبل وجود أي دولة حديثة.

الخطأ الثاني:

السفر استخدم عبر آلاف السنين في العبادة اليهودية والمسيحية، ولم يرتبط بأي مشروع سياسي من القرن الخامس عشر.

ما وراء الخبر

الجدل حول سفر إشعياء يكشف أهمية الالتزام بالبحث العلمي قبل طرح قضايا دينية حساسة، لأن نشر معلومات خاطئة قد يسبب بلبلة وفتنة بين الناس، وهو ما حذرت منه الكنائس عبر عقود طويلة.

معلومات حول سفر إشعياء

سفر إشعياء أحد أكبر وأسفار العهد القديم، يضم 66 إصحاحًا، ويحتوي على نبوءات لاهوتية وتاريخية، ويُعد مرجعًا مركزيًا في فهم نبوات المسيح في العهد الجديد.

خلاصة القول

الحقائق التاريخية والكنسية والأثرية تؤكد بشكل قاطع أن سفر إشعياء كتب قبل الميلاد، وأن التصريحات التي تزعم كتابته في القرن الخامس عشر لا تستند إلى أي دليل علمي أو مخطوطي.

          
تم نسخ الرابط