ملف الإصلاح الكنسي
البابا تواضروس الثاني يستعرض مسيرة إصلاح الكنيسة وتوسعها عالميًا منذ تجليسه
البابا تواضروس الثاني أكد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شهدت منذ لحظة تجليسه مرحلة واسعة من الإصلاح والتنظيم، شملت تطوير الهيكل الإداري والتعليمي، وضبط منظومة الخدمة داخل مصر وخارجها. وجاءت تصريحاته خلال احتفالية توقيع كتاب «حوارات 13 سنة مع قداسة البابا تواضروس الثاني»، لتفتح ملفًا مهمًا حول ملامح التغيير الذي قادته الكنيسة خلال السنوات الماضية.
البابا تواضروس الثاني ومسار الإصلاح منذ التجليس
أوضح البابا تواضروس الثاني أن التوسع الكبير في أنشطة الكنيسة وخدمتها فرض تحديات تنظيمية جديدة، ما استدعى وضع لوائح دقيقة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الانتشار الواسع والانضباط المؤسسي. وأكد أن مرحلة ما بعد التجليس لم تكن مجرد استمرار للمسار التقليدي، بل شهدت إعادة بناء شاملة في الفكر الإداري والتعليمي الكنسي.
وأشار إلى أن الإصلاح لم يكن قرارًا لحظيًا، وإنما مشروع متكامل يقوم على الدراسة والتخطيط، مع مراعاة المتغيرات المجتمعية والتحديات التي تواجه الكنيسة في العصر الحديث.
معهد التدبير الكنسي نقطة الانطلاق الأولى
كشف البابا تواضروس الثاني أن أولى الخطوات العملية للإصلاح تمثلت في تأسيس معهد التدبير الكنسي والتنمية، والذي وضع منهجًا واضحًا لإدارة العمل الكنسي بأسلوب علمي ومنظم.
ويهدف المعهد إلى إعداد قيادات كنسية تمتلك أدوات الإدارة الحديثة، وتستطيع التعامل مع المؤسسات والخدمات الكنسية وفق معايير واضحة ومعترف بها.
وأكد البابا أن هذا المعهد أسهم في خلق جيل جديد من الخدام القادرين على الجمع بين الروحانية والانضباط الإداري.
أكاديمية مارمرقس القبطية وتطوير التعليم الكنسي
ضمن مسار التنظيم والتحديث، أعلن البابا تواضروس الثاني عن تأسيس أكاديمية مارمرقس القبطية، التي تستهدف الارتقاء بمستوى التعليم الكنسي وإعداد خدام مؤهلين علميًا ولاهوتيًا.
وأوضح أن الأكاديمية تعتمد نظمًا تعليمية حديثة، وتسعى إلى تقديم برامج دراسية معترف بها، بما يواكب التطور العالمي في مجال التعليم والتأهيل المؤسسي، مع الحفاظ على الهوية العقائدية والتقليد الكنسي الأصيل.
التوسع العالمي للكنيسة القبطية
تحدث البابا تواضروس الثاني عن الامتداد العالمي المتسارع للكنيسة القبطية، مؤكدًا أن الكنيسة بات لها أكثر من 600 كنيسة في نحو 60 دولة حول العالم.
وأضاف أن عدد المطارنة والأساقفة الذين يخدمون خارج مصر بلغ نحو 40 مطرانًا وأسقفًا، وهو ما يعكس الحضور القوي والمتنامي للكنيسة القبطية على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن هذا الانتشار الواسع فرض بدوره تحديات تتعلق بتعدد الثقافات واللغات، وهو ما تطلب تطوير الخطاب الكنسي ليكون أكثر انفتاحًا وقدرة على التواصل مع مختلف الشعوب.
التنوع الثقافي واللغوي داخل الكنيسة
لفت البابا تواضروس الثاني إلى أن الكنيسة القبطية أصبحت أكثر تنوعًا بفعل انتشارها العالمي، موضحًا أن هذا التنوع ظهر بوضوح خلال احتفالية القديس أثناسيوس، حيث قدم الأساقفة كلمات بلغات متعددة.
وأكد أن استخدام لغات مختلفة يهدف إلى إيصال رسالة الكنيسة للجميع دون حواجز، مع الحفاظ على وحدة الإيمان والهوية القبطية.
رؤية إصلاحية لمستقبل الكنيسة
تعكس تصريحات البابا تواضروس الثاني ملامح مشروع إصلاحي متكامل يقوم على ثلاثة محاور رئيسية:
التنظيم الإداري المحكم، والتعليم الكنسي المتطور، والانفتاح العالمي الواعي.
ويرى متابعون أن هذه الرؤية أسهمت في تعزيز استقرار الكنيسة، وضمان قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية، سواء داخل مصر أو على مستوى الانتشار العالمي.
ما وراء الخبر
يمثل حديث البابا تواضروس الثاني توثيقًا لمرحلة تحول مهمة في تاريخ الكنيسة القبطية، حيث لم تعد الخدمة الكنسية تعتمد فقط على الجهد الفردي، بل أصبحت قائمة على مؤسسات ولوائح واضحة، ما يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة العصر ومتطلباته.
خلاصة القول
مشروع الإصلاح الذي يقوده البابا تواضروس الثاني منذ تجليسه أعاد صياغة ملامح العمل الكنسي، جامعًا بين الأصالة والتنظيم الحديث. ومع التوسع العالمي والتطوير التعليمي، تواصل الكنيسة القبطية مسيرتها نحو مستقبل يقوم على الانضباط والانفتاح والاستمرارية.
- البابا تواضروس الثاني
- الكنيسة القبطية
- إصلاح الكنيسة
- التعليم الكنسي
- التوسع العالمي
- أكاديمية مارمرقس
- التدبير الكنسي
- بطريرك الإسكندرية
- الكرازة المرقسية
- تنظيم الكنيسة









