رحلة علم ورهبنة وحكمة روحية
غدًا الكنيسة القبطية تحتفل بعيد ميلاد واختيار البابا تواضروس الثاني بالقرعة الهيكلية
البابا تواضروس الثاني يمثل أحد أبرز الرموز الدينية في مصر والعالم المسيحي، إذ تجمع مسيرته بين العلم والرهبنة والإدارة الحكيمة. وغدًا الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى ميلاد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1952 بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ليبدأ رحلة حياة امتزج فيها الفكر العلمي بالروحانية العميقة، لتثمر قيادة كنسية مميزة تركت بصمتها داخل مصر وخارجها.
نشأة البابا تواضروس الثاني وبداياته العلمية
وُلد قداسة البابا تواضروس الثاني في أسرة قبطية متدينة، إذ كان والده يعمل مهندسًا ووالدته تهتم برعاية الأسرة وتربية أبنائها على الإيمان والالتزام.
نال بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، ثم واصل دراساته العليا ليحصل على دبلومة الصيدلة الصناعية عام 1979.
وفي عام 1985، حصل على زمالة مراقبة جودة الدواء من منظمة الصحة العالمية في إنجلترا، ما يعكس دقته العلمية واهتمامه بالبحث والتطوير.
كما درس الإدارة الكنسية في معهد هاجاي بسنغافورة عام 1999، ونال الدكتوراه الفخرية من جامعة بني سويف عام 2015 تقديرًا لدوره في تعزيز السلام المجتمعي والوحدة الوطنية.
من الصيدلة إلى الرهبنة
في عام 1986، قرر البابا تواضروس أن يسلك طريق الرهبنة، فالتحق بـ دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث تفرغ للصلاة والتأمل والدراسة الروحية.
وسيم راهبًا في يوليو 1988 باسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي، ثم كاهنًا عام 1990 للخدمة في إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية.
وبعد سبع سنوات، في عام 1997، اختير أسقفًا عامًا لخدمة الشباب ومساعدًا للأنبا باخوميوس، وتولى الإشراف على لجنة الطفولة بالمجمع المقدس، ليصبح من أبرز القيادات الكنسية الشابة آنذاك.
اختيار البابا تواضروس بالقرعة الهيكلية
يُعد يوم 4 نوفمبر 2012 تاريخيًا في حياة البابا تواضروس الثاني والكنيسة القبطية، إذ تم اختياره بـ القرعة الهيكلية ليكون البطريرك رقم 118 خلفًا للبابا شنودة الثالث.
وجاء الاختيار في مشهد مؤثر داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث أخرج طفل القرعة ورقة تحمل اسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي، في لحظة وصفتها الكنيسة بأنها إرادة إلهية خالصة.
وفي 18 نوفمبر 2012، جرى تجليسه رسميًا على الكرسي المرقسي في احتفال مهيب شارك فيه الأساقفة والكهنة وممثلو الكنائس العالمية وعدد من الشخصيات العامة.
رؤية البابا تواضروس الثانية للخدمة والرعاية
تميزت قيادة البابا تواضروس الثاني بالانفتاح والحكمة والهدوء، حيث أولى اهتمامًا خاصًا بالحوار بين الكنائس، وعمل على توطيد العلاقات بين الكنيسة القبطية ومختلف الطوائف المسيحية.
كما ساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، وحرص على التعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لترسيخ قيم المواطنة والتعايش السلمي.
ويُعرف البابا بتوجهه التربوي والتعليمي، إذ يُولي اهتمامًا كبيرًا بتنشئة الأطفال والشباب روحيًا وثقافيًا، إيمانًا منه بأن بناء الإنسان يبدأ من الداخل قبل المظهر.
ما وراء الخبر
احتفال الكنيسة بعيد ميلاد البابا تواضروس الثاني لا يقتصر على كونه مناسبة شخصية، بل هو احتفاء بمسيرة قيادة روحية فريدة استطاعت أن توازن بين الأصالة والمعاصرة، وأن تقدم نموذجًا للقيادة الهادئة الرصينة في عالم مضطرب.
وفي ذكرى ميلاده الثالثة والسبعين، تتجدد المحبة والامتنان لشخصه الذي قاد الكنيسة بروح الخدمة والمحبة منذ اختياره بالقرعة الهيكلية قبل أكثر من عقد من الزمن.
معلومات حول البابا تواضروس الثاني
- وُلد في 4 نوفمبر 1952 بمدينة المنصورة.
- حاصل على بكالوريوس الصيدلة وزمالة منظمة الصحة العالمية.
- التحق بدير الأنبا بيشوي عام 1986 وسيم راهبًا عام 1988.
- اختير بطريركًا في 4 نوفمبر 2012.
- عُرف بحكمته وانفتاحه ودعمه للحوار بين الأديان.
خلاصة القول
يمثل البابا تواضروس الثاني نموذجًا للقيادة المتوازنة التي جمعت بين العلم والإيمان، العقل والروح، التراث والحداثة.
وفي ذكرى ميلاده واختياره بالقرعة الهيكلية، تحتفل الكنيسة القبطية بشخصية تركت بصمتها في تاريخ الكنيسة والمجتمع المصري على حد سواء، لتبقى رسالته الدائمة: "المحبة لا تسقط أبدًا".
- البابا تواضروس الثاني
- عيد ميلاد البابا
- القرعة الهيكلية
- الكنيسة القبطية
- بطريرك الكرازة المرقسية
- الأنبا بيشوي
- دير الأنبا بيشوي
- المجمع المقدس
- الكنيسة الأرثوذكسية
- الحياة الرهبانية









