سر وقوع الزلزال في مصر وقت الفجر وهل هناك احتمال لتوابع زلزال أو تسونامي؟ شبكة رصد الزلازل تجيب علي تساؤلات المواطنين

شبكة رصد الزلازل .. زلزال مصر .. في الساعات الأولى من صباح اليوم، الخميس 22 مايو 2025، شهدت مصر هزة أرضية ملحوظة أثارت قلق المواطنين، خاصة في مناطق القاهرة الكبرى والساحل الشمالي وبعض المحافظات الأخرى. الزلزال، الذي بلغت قوته 6.24 درجة على مقياس ريختر، أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول طبيعة الزلازل التي تضرب البلاد، وما إذا كانت مصر قد أصبحت ضمن مناطق النشاط الزلزالي.
في هذا التقرير نستعرض بالتفصيل موقع الزلزال، أسبابه، مدى تأثر مصر به، وآراء العلماء حول مستقبله، واحتمالية التكرار.
موقع الزلزال وتوقيته الجغرافي
بحسب ما أعلنته الشبكة القومية للزلازل التابعة لـ المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الزلزال وقع في جزيرة كريت بالبحر المتوسط، وتحديدًا على مسافة تقدر بـ 499 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح، وذلك في تمام الساعة 6:19 صباحًا بتوقيت القاهرة. وسجل عمق الزلزال 68.91 كيلومترًا، ما جعله محسوسًا في مناطق واسعة بمصر دون أن يؤدي إلى أضرار مادية أو بشرية.
ورغم أن مركز الزلزال خارج الحدود المصرية، فإن شدته وقربه النسبي من السواحل الشمالية جعلته محسوسًا في القاهرة والإسكندرية وبعض المحافظات الأخرى، حيث أكد العديد من المواطنين شعورهم بالاهتزازات.
زلزال جديد بعد أسبوع من سابقة مشابهة
الجدير بالذكر أن هذه الهزة الأرضية ليست الأولى من نوعها خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت مصر في 14 مايو الجاري هزة أرضية مشابهة من حيث الشدة والموقع، ما جعل البعض يتساءل عن احتمال دخول مصر في حزام الزلازل أو تغير النشاط الزلزالي في المنطقة.
لماذا تشعر مصر بالزلازل رغم أنها ليست منطقة نشطة زلزاليًا؟
على الرغم من أن مصر لا تقع ضمن ما يُعرف علميًا بـ"أحزمة الزلازل النشطة"، فإنها تتأثر أحيانًا بالزلازل التي تقع في مناطق مجاورة، لا سيما في البحر المتوسط، وخصوصًا جزيرة كريت، وكذلك في مناطق مثل خليج العقبة، خليج السويس والحدود الشرقية مع البحر الأحمر. هذا القرب الجغرافي يجعل الأراضي المصرية تستقبل ارتدادات تلك الزلازل، خاصة في مناطق الشمال والشرق.
ويؤكد العلماء أن ما تشعر به مصر من هزات ليس نتيجة نشاط زلزالي داخلي خطير، بل بسبب التأثر بالموجات الزلزالية التي تنتقل من بؤر النشاط القريبة. لذلك، فإن الزلازل التي يشعر بها المواطنون لا تعني بالضرورة أن البلاد أصبحت في منطقة خطرة من حيث الزلازل.
تصريحات المعهد القومي للبحوث الفلكية: لا داعي للقلق
صرح الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، بأن الزلزال الذي وقع اليوم هو نتيجة طبيعية للنشاط الزلزالي المتكرر في منطقة البحر المتوسط، وخاصة جزيرة كريت، موضحًا أن هذه الظواهر ليست جديدة ولا تشير إلى تحول جغرافي خطير في طبيعة مصر الزلزالية.
وأكد رابح أن هذه الزلازل تُرصد بشكل دوري من قبل الشبكة القومية للزلازل، وتُحلل فور وقوعها لتقديم تقارير دقيقة للجهات المعنية والمواطنين.

هل هناك احتمال لتوابع الزلزال أو تسونامي؟
من جانبه، أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد، أن توابع الزلازل في مثل هذه الحالات تكون ضعيفة ومتباعدة زمنيًا، ولا تُشكّل خطورة على المواطنين أو الممتلكات. كما طمأن المواطنين بعدم وجود احتمال حقيقي لحدوث تسونامي، نظرًا لطبيعة الزلزال وعمقه وبعده عن السواحل.
وأوضح أن الزلازل البحرية مثل هذه تحتاج إلى ظروف جيولوجية معينة لإحداث موجات تسونامي، وهو ما لم يتحقق في هذا الزلزال.
شبكة رصد الزلازل في مصر: تطور مستمر منذ زلزال 1992
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مصر في أكتوبر 1992، قامت الدولة بتحديث الشبكة القومية للزلازل لتصبح أكثر دقة وانتشارًا. وتضم الشبكة حاليًا أكثر من 63 محطة رصد موزعة على أنحاء الجمهورية، تعمل على رصد أي نشاط زلزالي لحظيًا وتحليل بياناته، مما يمكّن من إصدار تقارير فورية وتوجيهات للجهات المختصة.
هذا التطوير ساهم في تعزيز قدرة مصر على التعامل مع الكوارث الطبيعية والتقليل من تأثيرها على المواطنين والبنية التحتية.
هل تشهد مصر المزيد من الزلازل في الفترة المقبلة؟
بحسب تأكيدات خبراء الزلازل، فإن النشاط الزلزالي في المنطقة المحيطة بمصر طبيعي ومتكرر، ولا يدل على تغير نوعي في الحالة الزلزالية للبلاد. لذلك، فإن التكرار المحتمل للزلازل في الفترة المقبلة يبقى مرتبطًا بالنشاط في البحر المتوسط ومناطق الجوار، دون أن يشكل خطرًا على الأراضي المصرية.
- شبكة رصد الزلازل
- زلزال مصر
- توابع الزلزال
- الزلازل في مصر
- النشاط الزلزالي
- الزلازل
- مرسي مطروح
- الحدود المصرية
- المعهد القومي للبحوث الفلكية