28 سنة كاملة مرّت على لحظة صنعت ملامح مستقبل الكنيسة.. وسيامة تاريخية صنعت بيد راعٍ وُلِد منه راعٍ آخر
تذكار سيامة لا يُنسى.. 28 عامًا على رسامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عامًا بيد البابا شنودة الثالث – كيف بدأ الطريق نحو الكرسي المرقسي؟

في مثل هذا اليوم، الموافق 15 يونيو 2025، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـتذكار سيامة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عامًا، والتي جرت يوم 15 يونيو عام 1997 بيد قداسة البابا الراحل شنودة الثالث، في لحظة تاريخية شكّلت بداية مسيرة رعوية وروحية عميقة مهدت لاحقًا لتتويجه على الكرسي المرقسي.
وقد أصبح البابا تواضروس هو البابا رقم 118 في تاريخ الكنيسة، خلفًا لأبيه الروحي ومعلمه البابا شنودة الثالث، في انتقال رعوي فريد يحمل بين طياته علامات اختيار إلهي ورؤية كنسية بعيدة المدى.
بيد البابا شنودة الثالث.. بداية الطريق الرعوي
في 15 يونيو 1997، تمّت سيامة الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي أسقفًا عامًا بيد البابا شنودة الثالث، ليُعرف لاحقًا باسم الأنبا تواضروس، ثم البابا تواضروس الثاني. وقد جاءت هذه السيامة بعد سنوات من الحياة الرهبانية في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث تميز بالتقوى والهدوء والعلم.
واعتبر الكثيرون هذه السيامة بمثابة إعلان ضمني عن ميلاد راعٍ جديد للكنيسة، خاصة أن البابا شنودة أظهر دعمًا روحيًا خاصًا له، وتجلّى ذلك لاحقًا في محطات قيادته المختلفة داخل الخدمة.
سنوات الخدمة.. من الأسقفية إلى قيادة الكنيسة
بعد سيامته، خدم البابا تواضروس كأسقف عام في إيبارشية البحيرة ومطروح والخدمات التعليمية، حيث أثبت كفاءة إدارية وروحية واضحة، وجمع بين الحكمة والهدوء والابتكار. وقد تميز بتواصله المباشر مع الشعب، ورؤيته التطويرية في مجالات التعليم الكنسي والعمل المجتمعي.
وخلال هذه السنوات، كان اسمه حاضرًا كأحد أبرز الشخصيات المؤهلة للقيادة، حتى جاءت سنة 2012، وتم اختياره عبر القرعة الهيكلية ليكون بابا الكنيسة، خلفًا لمعلمه وقدوته البابا شنودة.
إلى الكرسي المرقسي.. دعوة إلهية ومسؤولية تاريخية
في 18 نوفمبر 2012، تم تنصيب البابا تواضروس الثاني رسميًا بابا وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في احتفال مهيب بالكاثوليكون في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة، قاد فيها المؤسسة الروحية بكل حكمة وانفتاح على الداخل والخارج، محافظًا على الإيمان الأرثوذكسي ومتفاعلًا مع قضايا الوطن والإنسان.
تذكار لا يُنسى.. ورسالة لكل الأجيال
تحيي الكنيسة هذا العام الذكرى الـ28 لسيامة البابا تواضروس الثاني، ليس فقط كتقويم زمني، بل كتأمل روحي في كيف تصنع يد الله قادة وتُعدّهم بخطوات ثابتة. فالرسامة التي تمت بيد البابا شنودة الثالث لم تكن مجرد طقس كنسي، بل كانت بذرة لقائد حمل الشعلة من يد معلمه، وسار بها نحو المستقبل بإخلاص وثبات.
خلاصة القول:
من 15 يونيو 1997 إلى 15 يونيو 2025، امتدت رحلة رعوية فريدة بدأت بسيامة أسقف عام على يد معلم روحي عظيم، وانتهت بتتويج بابا يقود الكنيسة اليوم بمحبة واتزان. سيامة البابا تواضروس الثاني ليست مجرد ذكرى، بل شاهد حي على عمل الله في قلوب الأمناء، وعلى كيف تمهد الرعاية الصادقة للطريق نحو القيادة الحقيقية.
- سيامة البابا تواضروس الثاني
- قداسة البابا تواضروس الثاني
- البابا شنوده الثالث
- تذكار سيامة البابا
- الكرسي المرقسي
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- الذكرى 28
- رسامة أسقف عام
- دير الأنبا بيشوي
- القرعة الهيكلية
- البابا 118
- تاريخ الكنيسة
- تذكار كنسي
- البابا تواضروس 2025
- البابا شنودة وتواضروس