حدث كنسي عالمي فريد من نوعه

الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي بمصر اليوم

مؤتمر مجلس الكنائس
مؤتمر مجلس الكنائس العالمي

مؤتمر مجلس الكنائس العالمي يشهد انطلاق فعالياته اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025، في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تستضيف هذا الحدث الكنسي الضخم بمشاركة نحو 500 شخصية من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويأتي هذا المؤتمر تأكيدًا على مكانة الكنيسة المصرية العريقة ودورها الروحي والتاريخي في العالم المسيحي.

حدث كنسي استثنائي في مصر

تشهد مصر اليوم حدثًا كنسيًا غير مسبوق، إذ تستضيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فعاليات المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي، وهو أرفع تجمع كنسي دولي يجمع ممثلين من مختلف الكنائس في القارات الخمس. ويُعد هذا المؤتمر فرصة للتلاقي والحوار بين الكنائس المختلفة حول العالم، بهدف تعزيز التعاون الروحي والأكاديمي وخدمة قضايا الإيمان في عالم يشهد تحولات متسارعة.

ويؤكد موقع الحق والضلال أن هذه الاستضافة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة القبطية منذ تأسيسها، ما يعكس الثقة الدولية في مكانة مصر الدينية والتاريخية.

تصريحات البابا تواضروس الثاني

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية في كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بعين شمس، إن المؤتمر يُقام لأول مرة داخل كنيسة شرقية أرثوذكسية في إفريقيا، ويُعتبر حدثًا تاريخيًا بامتياز. وأوضح أن فعاليات المؤتمر تتضمن أوراقًا بحثية تُقدم بشكل أكاديمي، تحت عنوان “استعادة روح مجمع نيقية”، مؤكدًا أن المؤتمر علمي بالأساس وليس حوارًا لاهوتيًا.

تفاصيل فعاليات المؤتمر

يقام مؤتمر مجلس الكنائس العالمي هذا العام على جزئين؛ الأول دراسي بدأ في 12 أكتوبر الجاري بمشاركة 150 شخصًا، والجزء الثاني أكاديمي ينطلق اليوم الجمعة بحضور 350 شخصية كنسية وأكاديمية، ليصل إجمالي المشاركين إلى 500 من ممثلي الكنائس حول العالم.

كما سيتم خلال المؤتمر تكريم القديس البابا ألكسندروس البابا رقم 19، والقديس البابا أثناسيوس الرسولي البابا رقم 20، تقديرًا لإسهاماتهما في صياغة العقيدة المسيحية وتاريخ الكنيسة القبطية، في مبادرة رمزية تعيد للأذهان الدور التاريخي لكنيسة الإسكندرية في المجامع المسكونية الأولى.

ما وراء الخبر

استضافة مصر لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي تمثل نقطة تحول في العلاقات بين الكنائس العالمية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتعكس مكانة مصر كمركز روحاني وحضاري في الشرق الأوسط. كما تؤكد على التقدير العالمي للكنيسة المصرية كإحدى أقدم الكنائس التي حافظت على تراثها اللاهوتي والرهباني عبر القرون. ويرى مراقبون أن هذه الاستضافة تُعيد لمصر مكانتها التاريخية كأرض اللقاءات الدينية والحوار بين الشرق والغرب.

معلومات حول مؤتمر مجلس الكنائس العالمي

تأسس مجلس الكنائس العالمي عام 1948 ويضم أكثر من 350 كنيسة من 120 دولة، تمثل ما يزيد عن 500 مليون مسيحي حول العالم. ويُعقد المؤتمر كل عدة سنوات لبحث قضايا الإيمان والوحدة الكنسية والعمل المشترك في مجالات التعليم والخدمة الإنسانية. وتُعد استضافة الكنيسة القبطية لهذا المؤتمر شهادة تقدير لدورها التاريخي وريادتها في الحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي.

خلاصة القول

استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي اليوم تمثل لحظة فخر لمصر والعالم المسيحي، إذ يجتمع على أرضها ممثلو الكنائس من أكثر من 100 دولة لتبادل الرؤى والخبرات الروحية والأكاديمية. ويجسد هذا الحدث العالمي رسالة سلام وتعاون من أرض مصر التي طالما احتضنت الأديان وصدّرت للعالم نموذجًا فريدًا للتعايش والمحبة.

          
تم نسخ الرابط