مطالب دولية تعيد الملف للواجهة

افتتاح المتحف المصري الكبير يشعل حملة عالمية لاستعادة حجر رشيد والآثار المنهوبة

حملة عالمية لاستعادة
حملة عالمية لاستعادة حجر رشيد

أعاد المتحف المصري الكبير بعد افتتاحه العالمي مؤخرًا، ملف استرداد الآثار المصرية المنهوبة إلى الواجهة من جديد، بعد عقود من الجدل الدبلوماسي والثقافي حول مصير القطع الأثرية المصرية الموجودة في متاحف أوروبا.

وخلال أيام قليلة من الحدث، تصدرت القضية الصحف الأجنبية، وفي مقدمتها صحيفة ديلي ميل البريطانية، التي أكدت أن الافتتاح الضخم للمتحف أعاد تسليط الضوء على مطلب مصر التاريخي باسترداد حجر رشيد، أحد أهم الكنوز الأثرية في تاريخ البشرية.

ونقل موقع الحق والضلال تفاصيل ما جاء في التقرير البريطاني والتصريحات التي أعادت الجدل إلى الواجهة بعد 223 عامًا من خروج الحجر من مصر.

ديلي ميل: افتتاح المتحف المصري الكبير أشعل الحملة من جديد

قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن الافتتاح المهيب لـ المتحف المصري الكبير، الذي حضره رؤساء دول وشخصيات عالمية، أشعل حملة جديدة داخل الأوساط الأكاديمية والثقافية في بريطانيا تطالب بإعادة حجر رشيد إلى موطنه الأصلي في مصر.

وأضافت الصحيفة أن الحدث الضخم منح القاهرة دفعة قوية في مساعيها لاسترداد القطع الأثرية التي خرجت في ظروف استعمارية، مشيرة إلى أن حجر رشيد يُعد المفتاح الذي مكّن العلماء من فك رموز اللغة الهيروغليفية القديمة.

حجر رشيد في المتحف البريطاني منذ أكثر من قرنين

أوضحت «ديلي ميل» أن حجر رشيد الذي يعود تاريخه إلى الفترة بين عامي 323 قبل الميلاد و30 قبل الميلاد، ظل معروضًا بشكل دائم في المتحف البريطاني منذ عام 1802، بعد أن نقلته القوات البريطانية إلى لندن عقب هزيمة الفرنسيين عام 1801.

وكانت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون قد عثرت على الحجر في حصن جوليان بمدينة رشيد على ضفة النيل الغربية، قبل أن تستولي عليه بريطانيا وتحتفظ به حتى اليوم.

المتحف المصري الكبير.. أضخم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين

بحسب التقرير، فإن المتحف المصري الكبير، الذي افتتح رسميًا في الأول من نوفمبر 2025، يُعد الأكبر من نوعه في العالم من حيث عدد القطع المعروضة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مساحة تعادل 70 ملعب كرة قدم.

وأشادت وسائل الإعلام العالمية بالمتحف الجديد، واعتبرته إنجازًا تاريخيًا يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة، ويعزز من مكانة القاهرة كعاصمة للثقافة والآثار على مستوى العالم.

خبراء آثار: حجر رشيد ونفرتيتي خرجا في ظروف استعمارية

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة مونيكا حنا، عميدة كلية الآثار بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، قولها إن القطع الأثرية مثل حجر رشيد وتمثال نفرتيتي وخريطة السماء الدندراوية، نُهبت في فترات الاحتلال الأوروبي لمصر، مشيرة إلى أن المتحف المصري الكبير يبعث برسالة قوية بضرورة استعادة هذه الكنوز إلى موطنها الأصلي.

كما أيد عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس هذا المطلب، مؤكدًا أن الوقت قد حان لبدء حملة رسمية جديدة لاستعادة القطع المصرية المنهوبة في الخارج.

مطالبات متزايدة بإعادة الآثار المصرية من أوروبا

تؤكد تقارير عدة أن المتاحف الأوروبية تحتفظ بمئات القطع الأثرية المصرية، من بينها تمثال نفرتيتي المعروض في متحف نيوس ببرلين، وخريطة الأبراج الدندراوية المحفوظة في متحف اللوفر بباريس.

ويرى عدد من علماء المصريات أن هذه المقتنيات خرجت من مصر في ظروف استغلال استعماري واضح، وينبغي إعادتها ضمن اتفاقات ثقافية عادلة بين الدول.

ما وراء الخبر – موقع الحق والضلال

يرى موقع الحق والضلال أن افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد حدث ثقافي عالمي، بل محطة سياسية وحضارية تعيد لمصر صوتها في الدفاع عن تراثها المنهوب.

فالمتحف، الذي يُعد تحفة معمارية وأثرية فريدة، أصبح منصة عالمية تذكّر العالم بأن الآثار المصرية ليست للعرض فقط، بل تمثل هوية وطنية وحقًا تاريخيًا يجب استرداده.

كما يشير الموقع إلى أن الحملة الحالية لا تقتصر على حجر رشيد، بل تشمل دعوات أوسع لاستعادة القطع التي خرجت من مصر بطرق غير مشروعة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

معلومات حول المتحف المصري الكبير

  • يقع المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة بالقرب من الأهرامات.
  • تبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 500 ألف متر مربع.
  • يضم قاعات عرض ضخمة، منها الدرج العظيم وميدان المسلة وقاعة الملك توت عنخ آمون.
  • شاركت اليابان عبر وكالة جايكا في دعم المشروع فنيًا وماليًا دون أي حقوق انتفاع.
  • يهدف المتحف إلى عرض التراث المصري بطريقة حديثة تجمع بين التكنولوجيا والتاريخ.

خلاصة القول:

افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد احتفال، بل بداية لمرحلة جديدة من استعادة الوعي الوطني والثقافي في مصر.

فمن خلال هذا المشروع العملاق، تعود مصر لتطالب بحقوقها التاريخية في آثارها المنهوبة، وتؤكد أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على إبهار العالم واسترداد مكانتها التي تستحقها بين الأمم.

          
تم نسخ الرابط