خفض سعر الفائدة للمرة الثانية من البنك المركزي المصري

«القرار قلب الموازين».. خفض سعر الفائدة للمرة التانية رسميًا – مين كسب ومين خسر؟ مفاجآت في قائمة الرابحين والخاسرين بعد قرار المركزي

خفض سعر الفائدة للمرة
خفض سعر الفائدة للمرة الثانية من البنك المركزي المصري

خفض سعر الفائدة، في خطوة مفاجئة أعادت ترتيب أوراق السوق، أعلن البنك المركزي المصري اليوم الخميس خفض سعر الفائدة 1% (100 نقطة أساس)، للمرة الثانية على التوالي، ليصل إلى 24% للإيداع و25% للإقراض، وسط توقعات بتأثيرات واسعة على كافة شرائح الاقتصاد، من الحكومة إلى المستثمرين، وصولًا إلى المواطنين العاديين.

فما الذي يعنيه هذا القرار؟ ومن هم الرابحون والخاسرون من خفض سعر الفائدة؟ هذا ما نستعرضه في السطور التالية.

الرابحون من قرار خفض سعر الفائدة

1. الحكومة.. خفض العجز وتخفيف أعباء الدين

من أبرز المستفيدين من خفض سعر الفائدة الحكومة المصرية، إذ أن تكلفة الاقتراض عبر أذون وسندات الخزانة ستنخفض، مما يساهم في تقليص عجز الموازنة العامة.

ووفقًا لتقديرات رسمية، فإن كل 1% انخفاض في سعر الفائدة يوفر ما بين 75 و80 مليار جنيه، مما يعني أن إجمالي خفض 3.25% سيوفر نحو 260 مليار جنيه من أعباء الدين العام.

2. المستثمرون والمقترضون.. تكلفة أقل وفرص أكبر

المستثمرون والشركات أصبحوا في موقف أقوى، حيث يؤدي خفض الفائدة إلى تقليل تكلفة التمويل، ما يشجع على إطلاق مشروعات جديدة أو التوسع في القائم منها، خاصة بعد سنوات من ارتفاع الفائدة التي كبحت الاستثمار.

كما سيستفيد المقترضون الأفراد من انخفاض أسعار الفائدة على القروض الشخصية والعقارية، مما يدعم القوة الشرائية ويزيد من نشاط السوق الاستهلاكي.

3. البنوك.. انخفاض تكلفة الشهادات وزيادة القروض

رغم أن البنوك قد تخسر بعض الأرباح من العوائد، إلا أنها مستفيدة أيضًا، خاصة في حال إلغاء أو خفض عوائد شهادات الادخار مرتفعة العائد.

انخفاض تكلفة الشهادات مع زيادة الإقبال على الاقتراض قد يرفع أرباح البنوك على المدى المتوسط.

4. سوق البورصة.. تدفقات جديدة

خفض سعر الفائدة يدفع الكثير من أصحاب الأموال إلى البحث عن بدائل أكثر ربحًا، وأبرزها سوق المال. لذلك يُتوقع أن تشهد البورصة المصرية نشاطًا واضحًا، مدعومًا ببرنامج الطروحات الحكومية.

5. قطاعا العقارات والذهب.. وجهة الأموال الساخنة

مع قرب انتهاء آجال شهادات الادخار، من المتوقع أن تتجه بعض الأموال إلى الاستثمار في الذهب والعقارات، خاصة مع توقعات بمزيد من انخفاض الفائدة لاحقًا.

6. العاطلون.. فرص عمل جديدة في الأفق

تزايد الاستثمارات يعني زيادة في فرص العمل، ما قد يساهم في خفض معدلات البطالة على المدى المتوسط.

الخاسرون من خفض سعر الفائدة

1. أصحاب الودائع.. عائد أقل

أبرز المتضررين هم أصحاب الودائع، خصوصًا كبار السن وأصحاب المعاشات الذين يعتمدون على العوائد الثابتة من شهادات الادخار، حيث ستنخفض أرباحهم بوضوح في حال استمرار تراجع الفائدة.

2. مستثمرو أدوات الدين.. مكاسب أقل

خفض الفائدة ينعكس بالسلب على عوائد أذون وسندات الخزانة، ما يقلص من جاذبيتها للمستثمرين المحليين والأجانب، خاصة في ظل توقعات بتواصل تراجع الفائدة مقابل استمرار رفعها عالميًا.

لماذا خفض البنك المركزي سعر الفائدة الآن؟

أوضح البنك المركزي أن قرار خفض سعر الفائدة جاء بعد رصد تراجع ملحوظ في معدلات التضخم، وتحسن نسبي في أداء الاقتصاد، ما أتاح الفرصة لاتباع سياسة تيسيرية لتحفيز النمو والاستثمار.

هل يتكرر الخفض مجددًا في 2025؟

تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي قد يستمر في سياسة خفض سعر الفائدة تدريجيًا خلال 2025، إذا واصل التضخم تراجعه، مما قد يفتح الباب أمام مزيد من التحولات في خريطة الرابحين والخاسرين في السوق.

خلاصة القول

قرار خفض سعر الفائدة للمرة الثانية على التوالي في 2025 أعاد رسم خريطة الاقتصاد المصري. بينما ربحت الحكومة والمستثمرون وشهدت البورصة والعقارات انتعاشة متوقعة، تأثرت بشدة فئات مثل أصحاب الودائع ومستثمري أدوات الدين. الأيام المقبلة ستكشف مدى اتساع هذه التأثيرات وتغير قواعد اللعبة في السوق المصري.

          
تم نسخ الرابط