موظفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة زميلها قبل اختناقه داخل المكتب

«أنا مش شايف حاجة».. المكالمة الأخيرة التي كشفت مأساة وائل مرزوق في حريق سنترال رمسيس – صوت مختنق ووداع موجع قبل الرحيل

 المكالمة الأخيرة
المكالمة الأخيرة التي كشفت مأساة وائل مرزوق في حريق سنترال

في واحدة من أكثر الشهادات إيلامًا، روت إحدى موظفات الشركة المصرية للاتصالات تفاصيل المكالمة الأخيرة التي جمعتها بزميلها وائل مرزوق، أحد العاملين في إدارة الموارد البشرية، والذي كان من بين ضحايا حريق سنترال رمسيس الذي وقع أمس داخل مبنى الاتصالات بشارع الجمهورية وسط القاهرة.

وقالت الموظفة، في شهادة إنسانية مؤثرة، إنها كانت على تواصل مباشر مع وائل مرزوق أثناء اندلاع الحريق، وحاولت الاتصال به فور علمها بالأدخنة المتصاعدة من المبنى، لتسمع منه جملة هزّت قلبها:

"أنا مش شايف حاجة.. لا بشر ولا قطط.. إحنا محبوسين في المكتب والدخان شديد."

آخر مكالمة في لحظة الخطر

أوضحت الموظفة أن وائل كان من محبي الحيوانات، وكان يتشارك معها يوميًا في إطعام القطط التي تعيش داخل المبنى. وخلال المكالمة، سألته:

"أنت بخير يا أستاذ وائل؟ أنت فين؟ والقطط فين؟"

ليجيبها بصوت متقطع:

"مش شايف حاجة.. فصلوا الكهرباء.. والدخان مغطي المكان.. وخايفين نتخنق."

وأضافت أنها ظلت تحاول الاطمئنان عليه، إلى أن جاءها صوته للمرة الأخيرة:

"لا.. مش عارف أخرج.. حاولي تقفلي.. إحنا كده خلاص."

ثم انقطع الاتصال نهائيًا، بعدما سمعت صوت زجاج يتحطم في الخلفية.

لحظات الوداع في صمت

أكدت الموظفة أن هذه المكالمة كانت اللحظة الأخيرة في حياة وائل مرزوق، حيث لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليه في الوقت المناسب، بسبب كثافة الدخان وانقطاع الكهرباء الذي أعاق حركة الإخلاء داخل المبنى.

وتابعت بحزن:

"كان إنسانًا هادئًا ومحترمًا، كل الناس بتحبه، وواقف جنب الكل، حتى في آخر لحظة ما فقدش إنسانيته."

حريق سنترال رمسيس.. التفاصيل الرسمية

وكانت الجهات الرسمية قد أعلنت أن الحريق اندلع داخل غرفة أجهزة تابعة لمبنى سنترال رمسيس، وأسفر عن وفاة 4 موظفين وإصابة عدد آخر، بينما تم فصل التيار الكهربائي عن المبنى بالكامل كإجراء احترازي.

وأكدت الشركة المصرية للاتصالات أن فرق الدفاع المدني بالتعاون مع الفنيين يعملون على استعادة الخدمة تدريجيًا، وتم فتح تحقيق شامل للوقوف على أسباب الحريق.

تشييع الجنازة

ومن المقرر أن يتم تشييع جنازة وائل مرزوق وزملائه ضحايا الحريق مساء اليوم، وسط حالة من الحزن العميق داخل قطاع الاتصالات المصري، وتعاطف واسع من زملائه وأصدقائه الذين نعوه بكلمات مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

خلاصة القول

وائل مرزوق لم يكن مجرد موظف في سنترال رمسيس، بل كان إنسانًا بسيطًا ترك خلفه أثرًا طيبًا في نفوس كل من عرفه. مكالمته الأخيرة ستظل شاهدًا على لحظة صادقة من الألم، والحريق المؤلم أعاد التذكير بقيمة أرواح تُزهق بصمت خلف الجدران.

          
تم نسخ الرابط