مستقبل غامض ومرعب ينتظره سكان الاسكندرية…بعد العاصفة اعرف حقيقة تكرارها مرة أخرى وسر التغير المناخي الذي يهدد عروس المتوسط

تأثير تغير المناخ
تأثير تغير المناخ وخطر الغرق في أجزاء من المدينة الساحلية

تشير الدراسة إلى أن الإسكندرية شهدت أكثر من 280 انهيارًا لمبانٍ ساحلية خلال العقدين الماضيين، وهي ظاهرة يُرجعها الباحثون إلى تآكل السواحل وهبوط التربة الناجم عن تسرب المياه المالحة.

 

وتحذر الدراسة من تفاقم الوضع مستقبلًا، مشيرةً إلى أن أكثر من 7000 مبنى في المدينة مُعرّض لخطر الانهيار، مع تزايد المعدل السنوي من حالة واحدة إلى حوالي 40 حالة.

 

تأثير تغير المناخ وخطر الغرق في أجزاء من المدينة الساحلية التاريخية

 

وشهدت الإسكندرية عاصفة عنيفة مساء الجمعة، مما أثار مخاوف السكان، لا سيما في ظل تزايد التحذيرات من تأثير تغير المناخ وخطر الغرق في أجزاء من المدينة الساحلية التاريخية.

 

وأعلنت وزارة الصحة عن رفع درجة الاستعداد تحسبًا لتفاقم الوضع بسبب التقلبات الجوية غير المسبوقة التي تشهدها المدينة.

 

تأتي هذه التطورات في أعقاب نتائج دراسة علمية نُشرت في فبراير الماضي في مجلة "مستقبل الأرض"، بدعم من وكالة ناسا وجامعة كاليفورنيا، بمشاركة باحثين من دول مختلفة.

 

تُحذّر الدراسة أيضًا من أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية، إلى جانب تسرب المياه المالحة، يُضعف أساسات المباني ويؤدي إلى انهيارات مُتسارعة، حتى قبل أن يصل البحر إليها.

اتخاذ إجراءاتٌ عاجلة على الصعيدين المحلي والدولي

 

في مواجهة هذه التحديات البيئية الكبرى، يواجه الخبراء ومخططو المدن مهمةً جسيمةً: إنقاذ الإسكندرية من مصيرٍ مُقلق قد يجعل المدينة القديمة ضحيةً أخرى لتغير المناخ، ما لم تُتخذ إجراءاتٌ عاجلة على الصعيدين المحلي والدولي.

 

تُشير بيانات الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى أن مستوى سطح البحر العالمي قد ارتفع بمقدار 20 إلى 23 سنتيمترًا منذ عام 1880، بما في ذلك 10 سنتيمترات منذ عام 1993 وحده.

 

وتخلص الدراسة إلى أن ساحل الإسكندرية قد تراجع عشرات الأمتار في العقود الأخيرة، بمعدل يصل إلى 3.6 متر سنويًا في بعض المناطق، مما يزيد من خطر الفيضانات ويُسرّع من تدهور البنية التحتية.

 

تقول المهندسة سارة فؤاد، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة الهندسة البيئية في الجامعة التقنية بميونيخ، إن الإسكندرية، التي صمدت أمام الزلازل والعواصف وأمواج تسونامي لقرون، تواجه الآن تحديات وجودية تتعلق بتغير المناخ.

 

وتضيف: "ما حققته البشرية على مدى آلاف السنين مهدد بالانقراض خلال عقود قليلة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار وتزايد العواصف".

 

أسس الإسكندر الأكبر الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد، وكانت موطنًا لمكتبة الإسكندرية الشهيرة و منارة فاروس، إحدى عجائب الدنيا السبع.

 

إلا أن موقعها الجغرافي، الذي جعلها لعقود مركزًا للتجارة والتواصل بين الشرق والغرب، أصبح مصدر ضعف في مواجهة ارتفاع منسوب مياه البحار بسرعة بسبب الاحتباس الحراري وذوبان الجليد.

          
تم نسخ الرابط